الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عبادات من لم يكن يعتقد أن تارك الصلاة لا يكفر ثم اعتقد أنه يكفر

السؤال

أنا بنت، عندما بلغت لم أكن أعلم شيئا عن المني والمذي، لم أعلم بوجودهما أصلا، وكنت أصلي، واعتمرت أيضا، لكن لا أعرف هل اعتمرت في وقت لم أكن فيه ملتزمة بصلواتي، أو في فترة لم أكن فيها ملتزمة بالصلاة في وقتها.
أيضا شق من سؤالي أني كنت لا أحافظ على صلاتي في وقتها، أجمعها كلها، وأصليها في وقت واحد مثلا الساعة 12 بالليل، أصلي جميع صلوات اليوم، بعض الصلوات أصليها في وقتها قبل أن يخرج، وبعضها لا، كنت أجمعها. حتى وصلت للصف الثاني ثانوي، تبت، والتزمت، وأصبحت أصلي في الوقت، وكنت قبل عدة سنوات عرفت حكم المني والمذي، وأصبحت أغتسل منهما، وأتوضأ.
بعد فترة سمعت بحكم تارك الصلاة، وسألت خريجة دراسات إسلامية عن وضعي، فقالت: لا، أنت لا تكفرين؛ لأنك كنت تصلين، لكنك لست محافظة عليها.
بعد فترة حججت، ثم اعتمرت عمرة تامة، وبطهارة، فاعتبرتها عن العمرة السابقة، التي اعتمرتها بدون طهارة، وارتحت.
لكن عندما قرأت عن اختلاف العلماء في حكم تارك الصلاة، اقتنعت بكفر تارك الصلاة، واقتنعت بحكم أنه لا يغتسل، يجب عليه أن ينطق الشهادة، ويتوضأ ويصلي، فنطقت الشهادة، وأصبحت أصلي والحمد لله، أسأل الله أن يثبتني عليها.
لكن أسأل عن حكم عمرتي وحجي هل وقعا مني صحيحين؛ لأني كنت أعتقد أنه تجب علي التوبة، وأصلي فقط، لم أعلم أني أكون كافرة، ويجب علي نطق الشهادة. أنتم تفتون هنا بعدم كفره، لكن أنا أخذت بحكم كفره.
فماذا يجب علي؟
هل لا زالت العمرة الأولى التي اعتمرتها بغير طهارة في ذمتي؟ وهل يجب علي إعادة حجة الإسلام؟ أنا في هم وغم، أريد إجابة واضحة لي.
أما عن صلواتي بالمني والمذي، فقد أخذت بحكم أني جاهلة، وأساسا كنت نادرا ما أصليها في وقتها، فأسأل عن توبتي، وعن الإسلام، وعن حجي وعمرتي.
هل السابقة لا زالت في ذمتي؛ لأني ربما كنت أصلي الصلاة في وقتها، نسيت، مرت سنوات كثيرة على ذلك، لكن لا أذكر أني التزمت بصلاتي إلا عند توبتي في الصف الثاني ثانوي، قبلها كنت أتأرجح بين الصلاة والتأخير. وعن عمرتي وحجي بعد التزامي، لكن لم أعلم بحكم الكفر، فأنا بدأت حياتي من جديد في الصف الثاني ثانوي، لكن حكم الكفر لم أعلم به، والآن نطقت الشهادتين، وأصلي.
لكن ماذا عما مضى؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما ما مضى من عباداتك، فإنه صحيح إن شاء الله، ولا يؤثر في صحة عمرتك الثانية، وعباداتك التي أديتها بعد توبتك، كونك كنت تعتقدين عدم كفر تارك الصلاة، ثم اعتقدت كونه يكفر، فذلك ليس له تأثير البتة في صحة عباداتك.

فعليك أن تستقيمي على شرع الله، وتحافظي على عباداتك، وطاعاتك، وتطرحي عنك الوساوس، والشكوك والأوهام.

وأما الخلاف في حكم تارك الصلاة، فقد بيناه في الفتوى رقم: 130853.

وأما من ترك شرطا من شروط صحة الصلاة جهلا، فقد بينا ما يلزمه في الفتوى رقم: 125226، وانظري لبيان حكم الطهارة للطواف، الفتوى رقم: 131118.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني