الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية معاملة الصديقة لصديقتها المخطئة

السؤال

جزاكم الله خيرا كثيرا، وبارك فيكم.
أنا منذ 3 سنوات تقريبا، تعرفت على فتاة. كانت طريقة تعارفنا أنها أظهرت لي الاهتمام، كانت تتصل بي كثيرا دائما، تعرف أخباري، لكن لاحظت فيها شذوذا غريبا، فهي تحب احتضان الفتيات، وأشياء أخرى، لا أحب ذكرها، وتكذب كثيرا. فهي تصادق الفتيات، وتخدعهن، وتخبرهن أن كل واحدة هي الأفضل عندها، وتشعرهن بالغيرة، ثم تصادق غيرهن، وهكذا، وتختار الصالحات !!
عندما علمت ذلك، وأنها تكذب، ولا تريد خيرا، ولا تريد أن نحب بعضنا في الله فقط، حاولت أن أبتعد، لكنها أظهرت لي أنها طيبة، تذكرني بالأذكار، والصلاة على الأوقات، وتأديتها بخشوع. وتقول لي: قومي الليل. هي ربما تكون صالحة في نفسها، لكن تأثيرها علي سيئ جدا. ظهر لي منها 4 علامات للنفاق: إذا حدث كذب، إذا وعد أخلف، إذا اؤتمن خان، إذا خاصم فجر؛ فقررت ألا أثق فيها، وأن أغلق أي صلة توصلها لي. وعندما كنت أغلق هاتفي، كانت تبكي كثيرا.
أنا أعلم أنها مبتلاة، ومات أعز الناس على قلبها، وهي كانت بحاجة له. لكني تعبت، حتى إني أشعر أني لا أستطيع التركيز في أي شيء في حياتي. هي لا تهتم إذا كنت أريد التحدث الآن أم لا. وأتت لي في منزلي بحجة ما، ورأيتها متغيرة كأنها سوف ترتكب جريمة. فقلت لها بمزاح: ستقتلينني بعد الصلاة؟ قالت: لا، إن شاء الله سوء خاتمة. أنا لا أعرف ماذا أفعل. يعني هي تريد لي سوء الخاتمة. ماذا فعلت لها لكي تفعل كل هذا؟ حتى قالت لي مرة: سأكره زوجك جدا. ومرة أخرى: سأقتل زوجك إن شاء الله. كنت أعتقد أنها تمزح! وأنا لم أتزوج بعد.
كيف أبتعد عنها، وهي تقريبا تعرف عني كل شيء. وسأراها في وقت الدراسة كثيرا إن شاء الله، وهي تكرر نفس ما فعلته معي مع صديقه لي، ومع أخريات.
فما العمل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به هو أن تعاملي تلك الفتاة بالحسنى بقدر الحاجة، وبما لا يضرُّ بك، وأن تحاولي بيان أخطائها لها بالأسلوب اللين الرقيق، وتذكري لها النصوص المحذرة مما تفعله، ويرجى أن يكون فيها بقية من خير وصلاح، فتستجيب لك إن شاء الله، ولا تتوسعي في مخالطتها بما يضر بدينك، أو دنياك، واستعيني على تحقيق هذه الموازنة بالله تعالى، وبالاجتهاد في دعائه، والله يوفقك لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني