الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المشردون تعتبر ثيابهم طاهرة رفعا للحرج

السؤال

كيف علينا أن نتعامل مع المعتوه أو بعض المتشردين الذي تكون ثيابهم بالية ووسخة جداً وحتى أجسامهم وسخة إذا دخلوا المسجد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن ثياب الأشخاص الذين لا يتحرزون غالباً من النجاسة مثل المعتوهين وغيرهم يكون الغالب فيها أنها نجسة، لكن بما أنهم يخالطون غيرهم دائماً فحينئذ تحصل المشقة، ومن قواعد الشرع الحكيم رفع المشقة والحرج دائماً لطفاً بالعباد، فرفع هذا الحرج واعتُبِرت ثيابهم طاهرة تغليباً للنادر على الغالب، هذا ما ذكره العلامة أحمد بن أدريس القرافي في كتابه أنوار البروق في أنواع الفروق، ضمن أمثلة للمسائل التي يغلب فيها النادر على الغالب، حيث قال: الثالث عشر: ما يلبسه الناس ويباع في الأسواق ولا يعلم لابسه كافر أو مسلم يحتاط ويتحرز، مع أنه الغالب على أهل البلاد العوام والفسقة وترك الصلاة فيها ومن لا يتحرز من النجاسات، فالغالب نجاسة هذا الملبوس والنادر سلامته، فأثبت الشارع حكم النادر وألغى حكم الغالب لطفاً بالعباد. انتهى كلامه. فظهر من هذا أن هؤلاء الأشخاص تعتبر ثيابهم طاهرة رفعاً للحرج عن غيرهم ممن يخالطونهم في المسجد وغيره. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني