الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفة المذي وما يجب من خروجه

السؤال

أعاني من الوسوسة في خروج المني، فعندما استيقظت اليوم ودخلت إلى الحمام، فتشت عن المني ولم أجد شيئا، ولكني نظرت إلى فتحة الذكر وعصرتها، وخرج سائل كان قليلا، ولونه أبيض، لزج، رقيق، وذهبت لأغتسل، وقلت لأمي إنني أريد الاستحمام، ولكنها منعتني من أن أطيل الوقت في الحمام؛ فاغتسلت بسرعة، ولم أتأكد من وصول الماء إلى كل جسدي، اغتسلت الغسل المجزئ، ولكن مسحت أذني مثل الوضوء، ولم أستنشق جيدا خوفا على صومي، ولكن بغير قصد دخل الماء حلقي.
فما حكم غسلي بسرعة بدون التأكد من وصول الماء إلى جميع أنحاء جسمي، وبدون مضمضة واستنشاق؟
وما ذلك السائل الذي خرج؟ وهل فسد صومي؛ لأنني لم أذكر احتلاما، وخرج ذلك السائل، وعندما استيقظت رأيته، وفي اليوم الذي قبله احتلمت ولم يخرج مني.
ما حكم صومي؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالسائل الذي رأيته، تنطبق عليه صفات المذي.

قال الإمام النووي في المجموع: وأما المذي فهو ماء أبيض، رقيق، لزج، يخرج عند شهوة، لا بشهوة، ولا دفق، ولا يعقبه فتور، وربما لا يحس بخروجه، ويشترك الرجل والمرأة فيه. انتهى.

والمذي لا يوجب الاغتسال, لكنه نجس, وناقض للوضوء, ولا بد من تطهيره, وقد أوضحنا كيفية تطهيره من البدن والثوب، في الفتوى رقم: 50657

وعلى هذا؛ فما قمت به من الاغتسال غير واجب عليك أصلا؛ لعدم وجود سببه, وعن صفة الغسل المجزئ, والكامل, راجع الفتوى رقم: 180213

كما ذكرنا حكم المضمضة, والاستنشاق في الغسل, والوضوء, وذلك في الفتوى رقم: 157153.

ولا يبطل صومك بوصول بعض الماء إلى الحلق من غير قصد، ولا بخروج مني في نوم، بل ولا في يقظة من غير استدعاء, وراجعي الفتوى رقم: 79108.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني