الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا لم تفعل ما حلفت عليه فعليك كفارة يمين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً وقبل كل شيء أود أن أشكركم جزيل الشكر على هذه الخدمة الجليلة، وأسأل الله أن يجازيكم عنا خير الجزاء، كما أتقدم بخالص شكري وامتناني للجنة المكلفة بالإجابة، راجيا من الله أن يتسع صدرها لإستفساراتنا وتساؤلاتنا.
استفساري كالتالي: أنا شاب مسلم في مقتبل العمر، غير متزوج، أقطن الديار الهولندية، ابتليت منذ سن البلوغ بعادة قبيحة والمسماة بالعادة السرية (الاستمناء) ولا زلت أمارسها إلى يومنا هذا، حفظنا الله وإياكم وسائر المسلمين من كل بلوى وبلاء.
وكخطوة عملية للتغلب على هذه العادة، قطعت على نفسي عهداً على شكل قسم ونصه كالآتي:
أقسم بالله العلي العظيم لن أفعلها أبداً (وتذكرت قسمي هذا وعلى ما أقسمت) لأصومن ثلاثة أيام كفارة عن قسمي، وأصوم 20 يوما نافلة، وأحفظ حزبا من القرآن الكريم كفارة لذنبي، والله المستعان والله على ما أقول شهيد.
قد كان هذا نص القسم، وعلى شدته للأسف الشديد جرفني تيار الشهوات فعاودت ممارستها ولمرات عدة وصلت 58، ولا أخفي عنكم أني أتوجس خيفة من أن يصل الستين مرة أو يجتازها، وأود أن أحيطكم علما بأني كنت أحفظ 5 أحزاب من القرآن الكريم أو يزيد قبل أن أقطع على نفسي هذا القسم.
الآن سؤالي هو: كيف يجب أن أتعامل مع هذا الموضوع حاليا، وكيف أتعامل مع مسألة حفظ القرآن في حالة إذا ما تجاوز الرقم الستين لا قدر الله، علما بأن المشقة بادية وجلية بمسألة حسابية بسيطة في حالة الإقدام على البر بالقسم، لا سيما أن اليوم يزيد على 17 ساعة من الفجر إلى الغروب، ويزداد طولا إلى أن يجتاز 19 ساعة، وفقكم الله لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين؟
والسلام ختام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: نشكر السائل الكريم على اهتمامه وحسن تقديره، ونسأل الله لنا وله التوفيق، ولعله لا يحتاج إلى تنبيه أو تذكير بحرمة ممارسة العادة السرية كما هو واضح من سؤاله. وفي ما يخص القسم الذي أقسمه فهو يمين بر منعقدة فإذا حنث لزمه فعل ما حلف عليه، وهو صيام ثلاثة أيام وعشرين يوماً أخرى وحفظ ما ذكر من القرآن الكريم. فإذا لم يفعل ما حلف على فعله من الصوم والحفظ لزمته كفارة يمين، وهي على التخيير، إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن لم يجد شيئاً من ذلك فعليه أن يصوم ثلاثة أيام. كما ننبهك إلى أن أفضل طريق للوقاية من العادة السرية هو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني