الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب التحري قبل اتهام شيخ بالبدعة

السؤال

لي صديق طلق زوجته أكثر من مرة، وفي ظروف مختلفة، وزاد العدد عن ثلاث طلقات.نظرا لأن هذا الشخص موجود في أمريكا، فقد استفتى شيخا عراقيا هناك عن طريق الهاتف، وأفتى بأن الطلقات المعتبرات اثنتان، وأنهم بإمكانهم أن يعودوا لبعضهم.سؤالي: هو أني أظن أن هذا الشيخ من أهل البدع. فهل يجب أن أخبر صديقي بعدم جواز الأخذ بفتواه مظنة أنه من أهل البدع، وأن يتحرى شيوخا ثقات؟ أم أسكت؟أشكرك.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الأمر مجرد ظن لا يستند إلى دليل، فلا يجب عليك إخبار صديقك بما ذكرت، ولا يجوز لك اتهام الشيخ بالبدعة بمجرد الظنون، فالأصل في المسلمين السلامة، أمّا إذا تحققت من كون هذا الرجل مبتدعاً، فعليك تحذير صديقك منه حتى لا يفتتن به، أو يأخذ منه أقوالاً باطلة، قال النووي –رحمه الله- في كلامه على الأعذار المبيحة للغيبة: ..ومنها إذا رأيت متفقهاً يتردَّدُ إلى مبتدعٍ أو فاسقٍ يأخذ عنه العلم خِفْتَ أن يتضرَّرَ المتفقّه بذلك، فعليك نصيحته ببيان حاله.

وعلى أية حال، فينبغي عليك نصح صاحبك أن يتحرى بسؤاله العلماء الموثوق بعلمهم ودينهم، قال المحلي في شرح جمع الجوامع: وَأَمَّا فِي الْإِفْتَاءِ بِالْمَعْنَى الْمُتَعَارَفِ فَيُشْتَرَطُ أَنْ يَظُنَّ الْمُسْتَفْتِي عِلْمَ الْمُفْتِي وَعَدَالَتَهُ.

وراجع الفتوى رقم: 176935.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني