الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فرق بين الصورة الممتهنة وغير الممتهنة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أنا أعلم أن الصور والتماثيل محرمة، وإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صور أو تماثيل، فقد تخلصت من وجودها فى غرفتي فقط، ولكنها موجودة في باقي البيت، فهل ستدخل الملائكة غرفتي؟ شكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كانت هذه الصور الموجودة مما لا يكره إبقاؤها في البيت فإنها لا تمنع دخول الملائكة، وذلك مثل الصور المقطعة أو المهانة، وذلك لما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم النبي صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت بقرام لي على سهوة لي فيها تماثيل، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم هتكه وقال: أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله، قالت: فجعلناه وسادة أو وسادتين. قال ابن حجر في الفتح: وقد استدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ الصور إذا كانت لا ظل لها وهي مع ذلك مما يوطأ ويداس أو يمتهن بالاستعمال كالمخاد والوسائد، قال النووي: وهو قول جمهور العلماء من الصحابة والتابعين وهو قول الثوري ومالك والشافعي. انتهى. وقد رجح ابن حجر دخول الملائكة للبيوت التي فيها مثل هذه الصور في موضع آخر من الفتح حيث قال: إن الصور التي تمنع الملائكة من دخول المكان الذي تكون فيه هي التي تكون على هيئتها مرتفعة غير ممتهنة، فأما لو كانت ممتهنة أو غير ممتهنة لكنها غير هيئتها بقطعها من نصفها أو بقطع رأسها فلا امتناع. انتهى. وقال صاحب رد المحتار: فعدم دخول الملائكة إنما هو حيث كانت الصورة معظمة، إلى أن قال: وصرح في الفتح وغيره بأن الصورة الصغيرة لا تكره في البيت، قال: ونقل أنه كان على خاتم أبي هريرة ذبابتان. انتهى. والحاصل أنه إذا كانت هذه الصور غير منهي عنها فإنها لا تمنع من دخول الملائكة بيتا هي فيه، وإن كانت مما نهي عنه فهو الذي عنى في الحديث. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني