الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طهارة وصلاة المبتلى بالحدث الدائم

السؤال

فضيلة الشيخ، ينتابني أثناء الوضوء وأثناء الصلاة إحساس بانتفاخ البطن والأمعاء، أظنه بسبب الغازات، فاضطر للتوقف التام لدقائق عن الحركة، بل حتى عن القراءة (الفاتحة والسورة والأذكار المشروعة ) لكي لا ينتقض الوضوء، لأن؛ الريح تكون على وشك الخروج.
المشكلة أن هذا التوقف قد يطول، وهذا يعيقني كثيرا، فأنا الآن أصلي كل الصلوات سرا، وغالبا ما أدخل صلاة الجماعة (هذا إذا تمكنت من ذلك) في الركعة الأخيرة، أو في التشهد الأخير، لأنني؛ أتوضأ بعد الأذان، وأتوقف كذلك أحيانا أثناء الوضوء، أو أقوم بإعادته إذا خرجت الريح.
وعندما يسلم الإمام وأقوم لإتمام الصلاة فأنا أصليها ببطء شديد، وبدون أي حركة عنيفة، وكثيرا ما أتوقف عن الحركة والقراءة كما قلت، لأن الغازات تكون على وشك الخروج. فيأتي أشخاص بعدي يدخلون في الصلاة ويتمونها قبلي. وربما ينتهون من الفرض ويصلون النافلة ويتمونها وأنا لم أنته بعد، وأكون آخر من يخرج من المسجد. ومع هذا البطء الشديد في الصلاة فإن الريح تخرج أحيانا إما تلقائيا أو عندما يطول الوقت جدا، فأمضي في صلاتي أو عندما أحاول الإسراع فيها لأن المساجد تغلق عندنا. وقد تخرج أيضا إذا أطال الإمام السجود. فأذهب لأعيد الصلاة وحدي في البيت أو في العمل. وهنا تبدأ المعاناة: فلشدة بطئي وخوفي من خروج الريح أصلي الرباعية أحيانا في وقت يقرب 30 أو 40 دقيقة، وربما أكثر مما أتعبني كثيراً. وأحيانا لا أجد وقتا للراحة إذا أخرت الصلاة، وبعد الانتهاء بقليل يؤذن المؤذن للصلاة التالية. وتتكرر المشكلة مجددا.
عرضت نفسي على طبيب عام وآخر اختصاصي. الأول قال لي: أن لدي قولونا عصبيا وتابعت العلاج مع كليهما ولكن دون جدوى .
اسئلتي كالتالي :
هل آخذ بحكم صاحب السلس لأن؛ هذا الأمر يتكرر في كل صلاة ولا يفارقني إلا نادرا جدا جدا ( لاحظت أن الأمر يخف بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة ولكن لمدة محدودة) عدا ذلك لا أعلم وقتا يتوقف أو يخف فيه .
والأهم إذا كان ينطبق علي حكم السلس (أو لا ينطبق) هل لي أن أتوضأ وأركع وأسجد واقرأ أثناء الصلاة دون توقف حتى إذا علمت جازما أنني إذا لم أتوقف أن الريح ستخرج ؟
وماذا أفعل إذا خرجت الريح وأنا أصلي في الجماعة ؟ هل أتم الصلاة أم أخرج من الصف وأعيد الوضوء والصلاة ؟
أشكركم جزيل الشكر وآسف على الإطالة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي نخشاه أن يكون بك شيء من الوسوسة، فإن كان كذلك فدع الوساوس ولا تبال بها ولا تعرها اهتماما، وانظر الفتوى رقم 51601، وأما إن كنت متحققا مما ذكرت فأنت والحال ما ذكر في معنى صاحب السلس، فإن المبتلى بالحدث الدائم إن كان لا يعلم وقت انقطاعه بأن كان يتقدم تارة ويتأخر أخرى، ويطول تارة ويقصر أخرى فإنه يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها ويصلي بوضوئه ما شاء من الفروض والنوافل حتى يخرج ذلك الوقت، وانظر الفتوى رقم 136434،

وعليه؛ فلا يجب عليك سوى أن تتوضأ للصلاة بعد دخول وقتها، ثم أنت على طهارة حتى يخرج ذلك الوقت، ولا يضرك ما يخرج منك من الريح سواء كنت في الجماعة أو كنت تصلي منفردا.

وانظر لبيان حكم الجماعة لصاحب سلس الريح فتوانا رقم 112689، ولبيان ما يفعله من يلحقه السلس قائما ولا يلحقه قاعدا فتوانا رقم 273748.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني