الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مشاهدة الألعاب التي فيها شخصيات ذات قوى خارقة

السؤال

ذكرتم في الفتوى رقم: 288607 أن الخوارق وقوعها جائز عقلاً وشرعاً، ولكني كنت عندما أرى مثلاً في الألعاب أو الأفلام أشخاصا يطيرون، أو يطلقون النار أو الماء من أيديهم، كنت أنكر بقلبي وأقول هذه أمور باطلة، وأنا الآن في حيرة من أمري.
ما حكم لعب هذه الألعاب إذا لم يكن فيها أي محذور شرعي، والأفلام أيضا هل يجب أن أنكر بقلبي أم لا؟ علماً أني أعاني من وساوس الكفر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الذي نقرره بشأن الشخصيات ذات القوى الخارقة في الألعاب، أو القصص الخيالية ونحوها: أن المأذون فيه منها هو ما لا يتضمن ادعاء شيء من خصائص الربوبية، أو الألوهية؛ كالقدرة على إحياء الموتى، ومعرفة الغيب، ولم تكن من قبيل محاكاة السحر والشعوذة، ولم تشتمل على مضاهاة بين الخالق والمخلوق، ونحو ذلك مما يتعارض مع العقيدة، كما سبق في الفتوى رقم: 317380 ، وإحالاتها.

وأما الإنكار بالقلب فهو مرتبة من مراتب إنكار المنكر، ومحله: عند العجز عن الإنكار باليد واللسان، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. أخرجه مسلم.

وراجع حول الإنكار بالقلب، الفتوى رقم: 1048، والفتوى رقم: 147921.

وبعد هذا: نوصيك -إذا أردت أن يطمئن قلبك، وتسكن نفسك- بالإعراض عن الوساوس جملة، وعدم الالتفات إليها، والكف عن السؤال عنها، مع الضراعة إلى الله بأن يعافيك منها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني