الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

تم عقد قراني على شاب أحبه ويحبني، وقد تمت الخلوة الشرعية بيننا، وفي آخر ثلاثة أشهر، بدأنا نتشاجر جدا يوميا تقريبا، وفي كل مرة كنت أطلب الطلاق، وحصلت 3 طلقات.
أريد مراجعتكم فيها؛ لأننا نسكن في بلد أجنبي، ولا نعرف أي مفت يمكنه مساعدتنا.
الطلقة الأولى: طلقني إياها بعد إلحاحي عليه، ولكن لم تكن نيته الطلاق، وإنما إعطائي درسا بأن لا أطلب الطلاق منه، ثم أعادني بعد ساعتين.
الطلقة الثانية: أصررت على زوجي بأن يذهب ويخبر عائلته، وزوجته الأولى، بأنه قد عقد قرانه علي، وأصبحت ألح في الطلاق، لدرجه أني هددته إما أن يخبرهم غدا، أو يطلقني. وبعد موجة غضب عارمة بيننا، وتهديد من قبلي، وإصرار، قام برمي الطلاق علي، ولكنه أعادني بعد يوم، حيث تصالحنا، ووعدني بأنه سيخبرهم في هذا الشهر، وبالفعل أخبر زوجته في بداية الأمر.
الطلقة الثالثة: بعد أن علمت زوجته بموضوع الخطوبة، لم تحرك ساكنا في البداية، ولكنها تقربت مني، وأصبحت تخبرني بأمور سيئة عن خطيبي، وأحيانا تخبرني بأنه تقرب منها في الفراش، وأمور كهذه؛ كي تشعرني بالغيرة، والحقد عليه.
لم تكن تعلم بموضوع عقد النكاح (كانت تظن بأننا مخطوبان فقط) وفيما بعد علمت بهذا الشيء، فجن جنونها، وأصبحت تقول إني سأعود إلى بلدي، وتخبرني بأنها ستتخلى عنه، وتأخذ الأولاد معها، وبأنها لا تقبل بوجودي في حياتها، فرضخت، وتعاطفت معها، وطلبت من خطيبي أن يرمي الطلقة الأخيرة، وبأني سأنسحب من حياته من أجل عائلته؛ لأنها ستتركه، وأنا لا أريد أن تحدث أي مشاكل في منزله من هذا النوع.
وبعد إصرار مني دام أسبوعا، سألني، وقلت: لا مستحيل، وطلقني.
ثم اكتشفنا أنا وهو بأن كل ما كانت تقول بأنها سترحل وتتركه، وكل الأمور السيئة التي حكتها لي، كانت كذبا، وخطة مدروسة هدفها تضليلي، وإبعادي عنه، علما أني أحبه جدا، وهو يحبني جدا، ولا نستطيع العيش بعيدا عن بعض.
أرجوكم، أرجوكم ساعدونا: هل وقعت كل الطلقات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالطلقات الثلاث المذكورة في السؤال، كلها نافذة، لا إشكال فيها، وما ذكرت من كثرة إلحاحك على زوجك أن يطلقك، وما قامت به الزوجة الأولى من تخويفك، كل ذلك لا يمنع نفوذ الطلاق، فليس ثمة إكراه.

وعليه، فإن كان زوجك دخل بك قبل هذه الطلقات، فقد وقعت جميعاً، وبنت منه بينونة كبرى، فلا يملك رجعتك، إلا إذا تزوجت زوجاً غيره -زواج رغبة، لا زواج تحليل- ويدخل بك الزوج الجديد ثم يطلقك، أو يموت عنك، وتنقضي عدتك منه.
أمّا إذا كان قد خلا بك خلوة صحيحة، ولم يدخل بك، فالجمهور على حصول البينونة بأول طلقة، فلا يقع ما بعدها، والحنابلة يجعلون للخلوة الصحيحة حكم الدخول، وهذا هو المفتى به عندنا، وانظري الفتوى رقم: 242032.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني