الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عمل الرجل في وظيفة مفتش على المعلمات

السؤال

السلام عليكم
عملت مدرسا لفترة طويلة ثم تدرجت من مدرس أول إلى مفتش أو موجه أقوم بالإشراف على أعمال المعلمين والمعلمات ولكن لدي مشكلة: زوجتي تغار جداً من إشرافي على المعلمات وتسبب لي المشاكل وعدم الاستقرار بالرغم من أنني أتعامل مع المعلمات حسب الشريعة الإسلامية حيث أغض البصر ولا أختلي بهن أبدا وأتجنب الحديث معهن إلا في حضور مدير المدرسة وأمارس عملي إما في الفصل أمام الطلاب أو في الإدارة ولباس المعلمات ساتر لأبدانهن عدا الوجه وهذا هو عملي لا أحسن سواه ولا أجد عملا آخر وخاصة وبعد أن أمضيت نصف عمري في هذه المهنة بكل إخلاص مع ملاحظة أن زملائي يتخذون مني مثلاً في غض البصر والتعامل مع المعلمات فبماذا تنصح زوجتي وماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فاعلم - وفقني الله وإياك لما يرضي الله ورسوله - أن الاختلاط بالنساء والحديث معهنَّ من أشد وأخطر ما يوقع الرجل في حبائل الشيطان، فقد أخرج الشيخان من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ..فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. أخرجه مسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد. وعليه، فإذا كنت تحتاط في غض البصر وعدم الخلوة بالأجنبيات وتجنب الحديث معهنَّ، وهن يحتطن في ستر أبدانهنَّ، ولا يبدين شيئًا من زينتهنَّ، فعسى أن لا يكون عليك حرج في عملك مفتشًّا تشرف على المعلمات. وأما عن غيرة زوجتك، فإنا ننصحها بالابتعاد عن الظن الذي لا يستند إلى دليل، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ[الحجرات:12]. وأخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني