الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقليد العامي مذهبًا غير مذهبه في بعض المسائل

السؤال

أعاني منذ سنوات من نزول نقط بول بعد التبول، تتوقف ولا تستمر طول الوقت، وهذا سبّب لي مشقة كبيرة ومعاناة لا تطاق، فهل يجوز لي الأخذ بالمذهب المالكي الذي يعفو عن هذه النجاسة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي البداية: نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه، فإذا كان ما تجده من نقاط البول يحصل كل يوم، ولو مرة واحدة, فإنه يعفى عنه عند المالكية، ولا يلزمك غسله؛ لعسر الاحتراز منه, جاء في الشرح الكبير للدردير على مختصر خليل المالكي: وعفي عما يعسر، كحدث بولًا، أو مذيًّا، أو غيرهما مستنكِح بكسر الكاف، أي: ملازم كثيرًا بأن يأتي كل يوم ولو مرة، فيعفى عما أصاب منه، ويباح دخول المسجد به، ما لم يخش تلطخه فيمنع. انتهى.

ويجوز لك تقليد المذهب المالكي في هذه المسألة, فإن العامي يجوز له تقليد من شاء من مذاهب أهل العلم المعتبرة, ولا يجب عليه تقليد مذهب بعينه، جاء في تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي الشافعي: وحاصل المعتمد من ذلك، أنه يجوز تقليد كل من الأئمة الأربعة، وكذا من عداهم ممن حفظ مذهبه في تلك المسألة، ودوّن حتى عرفت شروطه، وسائر معتبراته. انتهى.

وإذا كانت نقاط البول تنقطع عنك غالبًا, فلا ينطبق عليك حكم السلس, وانظر الفتوى رقم: 119395، لبيان ضابط الإصابة بالسلس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني