الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أنا شاب مسلم من تونس أعيش في بلد كثرت فيه مظاهر الكفر (سب الدين سب الجلالة الاستهزاء بالرسول والصحابة ...) حتى أصبحت هذه الظاهرة عادية عند كافة الناس التي تقضي بتكفيرهم وأغلبية أئمة المساجد مع الأسف يجهلون هذه المسألة لأن أغلبيتهم من عامة الناس فهل تجوز الصلاة خلفهم؟ وماذا أفعل لأحافظ على ديني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فنسأل الله تعالى أن يحفظ عليك دينك ويثبتك عليه حتى تلقاه، أما ما ذكرت فلا شك أنه من المنكرات العظام، نسأل الله العافية والسلامة، وعلى من ابتلي بالعيش في مثل هذه المجتمعات أن يسعى جاهدًا وبحكمة وعلم في إصلاح هذا الفساد العظيم والشرك المستبين، وغالب الظن أن هذه الظاهرة في المجتمع المسلم تنتج عن جهل بأحكام الشرع، وإلا فلا يتصور أن مسلمًا يسب الله ورسوله ويستهزئ بهما، وهو يقرأ قول الله عز وجل: وَلَئَنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُوَنَ إِنِّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[التوبة:65، 66]. وعلى خطباء وأئمة المساجد قبل غيرهم يقع واجب تبصير الناس بأمور العقيدة، وإذا كان هؤلاء يجهلون هذه الأمور، فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله. وأما الصلاة خلفهم فصحيحة، وتنظر في بيان ذلك الفتوى رقم: 24730، والفتوى رقم: 18748 والفتوى رقم: 24504 والذي ننصحك به أن تعكف على تلاوة كتاب الله عز وجل والتفقه في السنة الصحيحة مع البحث عن أهل الخير والدين، ولن يعدموا، فإن حاجة المسلم في مثل هذه المجتمعات إلى صحبة خيرة دينة من الضروريات، نسأل الله تعالى لنا ولك الإعانة. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني