الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطر يق المثلى للتخلص من المال الحرام

السؤال

أنا شاب متزوج ولي أطفال المشكلة التي تؤرقني هي أنني كنت أعمل بإحدى الشركات وكنت كفؤا في عملي أنال احترام الجميع فأغواني الشيطان بعد عدة سنين وقمت بأخذ بعض من أموال الشركة وتلاعبت بالحسابات وعندما كشف الأمر تركت العمل دون رد المال وعملت بشركة أخرى وقد نويت أن لا تمتد يدي إلى شيء ليس من حقي والحمد لله عملت بجهد ولم أقترف أي خطأ ثم سافرت بعدها إلى أمريكا وعملت هناك 3 سنوات حتى أحداث 11 سبتمبر ولم أستطع العيش هناك بعدها وقررت النزول إلا أن أحد الأصدقاء أقنعني بأنه من الممكن أن أتحايل على بعض البنوك لأخذ المال قبل سفري وأن هذا يعد جزء من جهادنا ضد الكفرة والصهاينة الذين يملكون الأموال ببنوك أمريكا وخاصة أنني كنت أقوم بدفع الضرائب طوال فترة عملي هناك وبالفعل قمت بالحصول علي بعض المال ثم عدت إلى بلدى ولا أدري ما عاقبة ذلك أفيدوني أكرمكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا ريب أن أكل أموال الناس بالباطل منكر عظيم لا يجوز للمسلم الإقدام عليه. قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ[النساء: 29]. وهذا التحريم شامل لمال المسلم ومال المسالِم من الكفار، إذ أنه معصوم الدم والمال، لذا فإن الواجب عليك التوبة، ورد هذا المال لأصحابه إن كان من جنس المال الخاص، أما إن كان من جنس المال العام الذي ليس له مالك مخصوص فالواجب إنفاقه في المصالح العامة بنية التخلص من المال الحرام. ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 3519، والفتوى رقم: 6022. وأما ما أرشدك إليه صاحبك فهو توجيه في غير محله، وذريعة إلى الفوضى، وإساءة لسمعة المسلمين، بالإضافة إلى أنه قد يترتب على فاعله ضرر عظيم إن ظفر به القضاء ووجهت إليه التهم. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني