الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يريد الزواج خوفا من الوقوع في العنت وأبواه يرفضان

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب عمرى 20 عاماً من مصر أدرس بكلية طب الأسنان والداي يعملان في السعودية منذ فترة بعيدة وأنا هنا لوحدي منذ 9 سنوات أقمت بعضها مع أقاربي وبعضها منفردا وقد تعبت جداً من هذه المعيشة وأبي وأمي يريدان أن أتفوق في دراستي ولكنني لا أستطيع ذلك فالفتن كثيرة والشهوات من كل جانب فطلبت منهما أن يرجعا إلى مصر لرعايتي والحفاظ عليّ من الانحراف فرفضا تحججا ببناء المستقبل فقلت لهما بناء الرجال أهم من بناء المال ولكنهما لا يسمعان لي فطلبت منهما أن أتزوج حفاظاً على نفسي من الضياع ومساعدة لي على التفوق فرفضا أيضا هذا الأمر أفيدونا جزاكم الله خيراً في هذا الأمر فأنا مشتت الذهن ولا أدري ماذا أفعل هل أتركهما وأترك دراستي وأبدأ حياتي؟ أم ماذا؟
وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا استطعت أن تصبر وتحافظ على نفسك من الزنا وغيره من المحرمات، وتكمل دراستك فهو أولى لما في ذلك من الجمع بين بر الوالدين وإكمال الدراسة، وإن لم تستطع ذلك فأعلم والديك بصراحة أنك لا تستطيع مواصلة الدراسة دون زواج، فإن وافقا على ذلك وأعاناك في أمر الزواج فذلك المطلوب، وإلا فلا طاعة لهما؛ لأن طاعتهما في هذه الحالة تكون سببًا لوقوعك في المعصية، ويجوز لك الإقدام على الزواج دون إذنهما لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري. ولكن نوصيك بعدم الاستعجال في اتخاذ القرار، بل وسَّط لوالديك من له تأثير في إقناعهما، وقبل ذلك توجه إلى الله تعالى بصدق وإخلاص في أن ييسر الله أمرك ويختار لك ما فيه الخير، وشاور أهل العقل والدين من أساتذتك وزملائك وغيرهم. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني