الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دراسة منهج السلف الصالح ليست منحصرة في دراسة تراجمهم

السؤال

من المعلوم أن السلفية تطلق على المنهج الذي سار عليه السلف الصالح من عقيدة، وسلوك، وعبادة، وغيرها من اتباع الكتاب والسنة، وبفهم السلف الصالح، والسلف هم القرون المفضلة، التي وردت في الحديث، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فهو سلفي، وعندي سؤلان متعلقان بهذا السؤال:
الأول: أنا طالب علم، فكيف ندرس منهج السلف الصالح؟ وعندما أقرأ كتب علماء الحديث، والعقيدة، والفقه، والتفسير، وغيرها، فهل هذا يعني أني أدرس منهج السلف، أم إن دراسة منهج السلف لا تكون إلا بقراءة سيرتهم -من الصحابة، والتابعين، وتابعيهم-، وقراءة كتب التراجم الخاصة بهم فقط؟
والشق الثاني: هناك علماء -مثل النووي، والمناوي، والقرطبي، وابن الجوزي، وابن حزم، وغيرهم من العلماء- لم يتبعوا منهج السلف في العقيدة فقط، فهل يطلق عليهم سلفيون؟ وهل قراءة كتبهم الخاصة بهم، عندما أقرؤها كطالب علم، يعتبر قراءة لمنهج السلف الصالح؛ لأن منهج السلف ليس في العقيدة فقط، بل في السلوك، والعبادة، والأخلاق، وغيرها، أم إن قراءة كتبهم لا تعتبر قراءة لمنهج السلف الصالح -هذا إذا قلنا وأجبتم عن الشق الأول من السؤال، بأن منهج السلف الصالح يؤخذ، ويفهم من كتب العلماء-؟ وهل اتباعهم في سلوكهم وأخلاقهم، وعبادتهم، وشؤونهم لا يعتبر اتباعًا لمنهج السلف؟ أرجو الإجابة سريعًا -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا حقيقة السلفية في عدة فتاوى بما يغني عن الإعادة هنا، كالفتاوى التالية أرقامها: 287992، 117313، 97237.

فدراسة منهج السلف الصالح ليست منحصرة في دراسة تراجمهم، بل تكون بدراسة كتب العقيدة، وكتب الفقه التي اشتملت على بيان عقائدهم، وأقوالهم، واجتهاداتهم، وباتباعهم في أخلاقهم، وعبادتهم وسلوكهم، حال اختلافهم، وسائر ما كانوا عليه من الهدى، والتقوى.

والعلماء الذين ذكرتهم، لا شك أنهم على منهج السلف الصالح -رضي الله عنهم- وكونهم أخطؤوا في بعض مسائل العقيدة عن حسن قصد، مع تحري الحق، فلا يقتضي ذلك تبديعهم، وإخراجهم من منهج السلف بإطلاق - حاشا لله- فما خالفوا فيه مذهب السلف لا يقبل منهم، ولا يُتَّبعون فيه، بل هو من الزلات المغمورة في بحور صوابهم المغفورة لهم -إن شاء الله تعالى-، وانظر الفتوى رقم: 340216 عن الموقف الصحيح من العلماء الثقات الذين أوَّلوا صفات الله.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني