الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا متزوجة منذ عدة أشهر من زوج ملتزم، يتميز بأنه لا يرغب في التعرف على الناس، ولا يرغب في عمل زيارات للناس إلا إذا كانوا ثقة، ويتصفون بالالتزام من وجهة نظره، فما رأيكم؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فينبغي للمؤمن الذي يريد الحفاظ على دينه أن لا يصاحب إلا الناس المستقيمين، وأن لا يكثر من مخالطة العصاة من العوام إلا إذا أراد أن يدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى، وهذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي. حديث حسن رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم عن ابن سعيد. وقد ذكر العلماء أن كثرة مخالطة الناس بغير ضوابط شرعية من أسباب مرض القلب، فلربما سمع الإنسان غيبة أو همزا أو لمزا في الآخرين، أو خوضا في كلام لا ينفع فيكون مسؤولا عنه يوم القيامة. كما أن كثرة الخلطة والزيارات تجر إلى كثرة الكلام بمناجاة أو غيرها، وقد قال تعالى: لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ [النساء: 114]. وقال صلى الله عليه وسلم: من صَمَتَ نجا. رواه أحمد والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص. أما إذا كان الإنسان على قدرٍ من العلم يُمَكِّنُهُ من الدعوة إلى الله، فالأفضل في حقه دعوة الناس وتعليم الجاهل وإرشاد السائل. كما قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33]. وقال صلى الله عليه وسلم: المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم. رواه الترمذي وغيره، وهو حديث صحيح. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني