الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يطاع الأب فيما حرم الله

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أود أن أعرف رأي سيادتكم في أمر مهم، وهو أنني أعمل في مكتب إنترنت، وهذا المكان يأتي إليه الزبائن ويستخدمون الإنترنت استخداما سيئا، ويدخلون على المواقع الإباحية، وأنا أشعر بأنني أساعدهم لأنني أعرفهم، ولكن لا أقدر على الكلام معهم في هذا الأمر، فأنا أريد أن أترك هذا المكان لأنني أعرف حرمة هذا، وأشعر بغضب الله علي، ولكن تكلمت مع والدي في هذا الأمر وقال لي إنه ليس حراما، لكنني لا أقتنع بهذا الكلام، وهو يقول لي استمري فيه إلى أن تحصلي على عمل آخر، وأنا لا أقدر أن أستمر في غضب المولى عز وجل، وأريد أن أعرف رأيكم في هذا المجال، وما الذى أفعله مع نفسي ومع والدي؟ فإنني أريد أن أترك المكان في أول هذا الشهر 7 أريد الرد سريعا اليوم أو غدا، وفقكم وشكرا. أرجومنكم الرد قبل نهاية هذا الشهر لأنني أتعذب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا كنت تستطيعين منع دخول الزبائن على المواقع المحرمة فيجب عليك ذلك، وإذا لم تستطيعي منعهم فعليك بالتخلي عن هذا العمل، فإن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. ولا تجعلي محلك وكرًا للفساد ومكانًا للمعصية. ومادام رواد المحل يستخدمون محلك وأجهزتك في ما حرم الله فلا يجوز لك أن تساعديهم على ذلك، فهذا من التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله تعالى عنه في محكم كتابه. ولا يجوز لك أن تطيعي والدك في هذا الأمر وإن كان بره واجبًا وطاعته لازمة، لكن ليس ذلك فيما حرم الله تعالى، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. كما ننصح هذا الوالد أن يعفيك من العمل خارج البيت إذا كان يستطيع حتى لا تتعرضي للخلوة والاختلاط بالأجانب. ولمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 3024 ، والفتوى رقم: 8386. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني