الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعريف بمذاهب أهل السنة الفقهية الأربعة

السؤال

سؤالي هو: من هم أهل المذاهب الأربعة لأهل السنة: المالكية، الشافعية، الحنابلة، الحنفية.
مثلا الشافعية هل هم شخص واحد، أم مجموعة من الأشخاص؟
هل هم علماء دين أم ماذا؟
لماذا نهتم بهم، مع أن القرآن والحديث لم يذكرا عنهم شيئا؟
لماذا لا يوجد مذهب جديد مثلا مذهب ابن باز، أو مذهب العريفي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة، هم أشخاص عرفوا بالعلم والفضل، والورع والدين، والتف حولهم تلامذتهم فسجلوا أقوالهم، ودونوا آراءهم، ونصروا تلك الأقوال، فعرفوا بالنسبة إليهم.

فالمذهب الحنفي مثلا: مؤسسه الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت -رحمه الله-، وقد أخذ عنه مجموعة من التلاميذ كمحمد بن الحسن وأبي يوسف، ثم اتسع المذهب وانتشر، وانتسب إليه طوائف من المسلمين.

وهكذا يقال في المذهب المالكي فمؤسسه هو مالك بن أنس -رحمه الله-،

والمذهب الشافعي مؤسسه هو محمد بن إدريس الشافعي -رحمه الله-.

والمذهب الحنبلي صاحبه هو أحمد بن حنبل -رحمه الله-

وعن كل واحد منهم أخذ جماعة من الأتباع، حتى انتشر المذهب، وصار لكل مذهب من هذه المذاهب علماء اشتغلوا بتدوين المذهب وتقريره، ونصره والذب عنه، وبيان رجحانه على غيره.

ولم تتحدث نصوص الكتاب والسنة عن هذه المذاهب؛ لأمر بدهي، وهو أن هذه المذاهب متأخرة عن زمن النبوة، ولكن نصوص الكتاب والسنة أمرت بسؤال أهل العلم، والأخذ عنهم، وهؤلاء من أئمة أهل العلم من خيار المسلمين، ومذاهبهم مبنية على نصوص الكتاب والسنة، فهم يتفقون في مسائل كثيرة، ويختلفون في مسائل أخرى، فيتبع كل منهم ما يراه موافقا للكتاب والسنة من وجهة نظره.

وهناك مذاهب أخرى كالمذهب الظاهري، وهناك مذاهب اندثرت ولم يوجد من يقوم بها وبنصرتها من العلماء كمذهب الأوزاعي والثوري والليث وغير ذلك، وقد استقرت هذه المذاهب ودونت، واعتنى بها المسلمون، ومن ثم كان لها من الذيوع والانتشار، وحسن الثناء بين الناس، ما قدره الله لها.

وقد تكون لبعض أهل العلم المنتسبين إلى أحد هذه المذاهب اختيارات تخصه يخالف بها المذهب، لكنه لا يخرج عن أن يكون منتسبا لذلك المذهب، فالشيخ ابن باز -رحمه الله- حنبلي المذهب، ومن ثم فلا معنى لأن ينسب إليه مذهب يخصه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني