الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحذير الرسول البليغ من فتنة النساء

السؤال

أنا شاب عمري 23 سنة، غير متزوج، ومشكلتي أنني خجول، خاصة من البنات، أو النساء الكبيرات، وأنا لا أستطيع الجلوس مع أي فتاة، إلا إذا كانت معي واحدة من شقيقاتي، ولكن ثلاثة من شقيقاتي يردن أن أكون جريئًا، وأن أتحدث دون خجل مع البنات، فماذا عليّ أن أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا خير لك في الجلوس مع الفتيات، واحمد الله أن رزقك الحياء، وصرف عن قلبك حبّ مخالطة النساء، وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته تحذيرًا بليغًا من فتنة النساء، فقال: ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء. متفق عليه. وقال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل، كانت في النساء. رواه مسلم. وقال: ألا لا يخلونّ رجل بامرأة لا تحل له، فإن ثالثهما الشيطان، إلا محرم. رواه أحمد.

واعلم أنه لا تجوز لك الخلوة بامرأة أجنبية، إلا مع وجود محرم لها، وأختك ليست محرمًا، كما أنه ليس لك أن تنظر إلى النساء؛ لقوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30].

والحاصل؛ أن ما أنت فيه من الخجل، والبعد عن النساء، لا يعد نقصًا، وليس مشكلة، بل هو خير، ونعمة، ينبغي أن تحمد الله عليها.

ولا تقلق من أمر الزواج، فإن من صان جوارحه عن الحرام، حفظها الله له، ونفعه بها في الحلال، فإن الله تعالى لا يضيع أجر المحسنين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني