الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم من احتفظ بأغانٍ في جهاز فأخذها غيره دون علمه

السؤال

هل السيئة الجارية غير المقصودة تحدث؟
إذا كان شخص عنده أغان قد حفظها في جهاز الجوال مثلا، ثم جاء شخص وأخذها منه بدون دون علمه.
فهل هذه سيئة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز الاستماع للغناء المحرم, ولا الاحتفاظ به في الهاتف. وراجع المزيد في الفتوى رقم: 54439.

أما من قام بتخزين أغان في هاتف, ثم جاء شخص وأخذ تلك الأغاني بدون علمه, فإن صاحب الهاتف يأثم لكونه سببا في تسهيل هذا المنكر, ووجوده أصلا.

يقول الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: كل من ابتدع شيئا من الشر، كان عليه مثل وزر كل من اقتدى به في ذلك العمل، مثل عمله إلى يوم القيامة. انتهى.

ويقول الشيخ ابن عثيمين في فتاوى اللقاء الشهري: ثم ليعلم صاحب الدش أنه إذا أساء إلى جيرانه بذلك، فإنه آثم؛ لأن بعض الدشوش ينتشر شره فيما جاور البيت، ويلتقط الناس منه، وليعلم أيضاً: أنه إذا مات وشاهد أحد هذه الدشوش، فإن كل معصية تحصل عليه من إثمها، وكل مشاهدة لهذا الدش الذي كان هو السبب في إيجاده، سيكون عليه وباله -نسأل الله العافية- لأن من سن في الإسلام سنة سيئة، فعليه وزرها، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. انتهى.

فعلى من قام بتخزين أغان في هاتفه، أن يتوب إلى الله تعالى فورا من هذا المنكر, وأن يبادر إلى محو تلك الأغاني, فإذا تاب إلى الله تعالى توبة صادقة, فإنه لا يؤاخذ بما انتشر من الأغاني التي كان يحتفظ بها, فقد نص أهل العلم على أن من تاب من ذنب، وبقي أثره تقبل توبته، ومثلوا لذلك بمن نشر بدعة ثم تاب منها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 172419 وهي بعنوان: "من ساعد على نشر معصية وتاب منها، وبقي من يتعاطاها"

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني