الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي عن اللقطة.
أعمل فرد أمن في مدرسة لغات في القاهرة بمصر، وأنا متزوج، وزوجتي ربة منزل، لا تعمل، فأنا المعيل لي ولزوجتي، وراتبي الشهري ١٧٤٠ مصريا = أقل من ١٠٠ دولار.
السؤال هنا: أنا فقير أو مسكين، أجد قوت يومي الحمد لله بالكاد، المدرسة التي أعمل بها لغات خاصة، وطلابها أغنياء.
أحيانا أجد بعض متعلقات التلاميذ الصغار والكبار من زمزمية مياه، أو شنطة، ولا يسأل أحد عنها، فهي لا تعني لأولياء الأمور شيئا، لا تساوي مبلغا كبيرا، بعكس الأشياء الثمينة كالهاتف المحمول الذي يتم السؤال عنه في نفس اليوم وأخذه.
هل أخذي لمفقودات التلاميذ يسيرة القيمة، بدون سؤال من أحد، وهي تدخل ملك صاحب المدرسة، وأنا مسكين أجد قوت يومي بالكاد، وأعاني من ضعف الراتب، حلال أم حرام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما كان من هذه المتعلقات يعرف مالكه، فلا حق لك في أخذه بغير طيب نفس منه. أما إذا كنت لا تعرف مالكه، فإنه يعتبر لقطة.

فإن كانت لا تتبعها همة أوساط الناس، فلا يجب عليك تعريفها، ويجوز لك التقاطها وأخذها، إلا أن يكون صاحبها معلوما فتدفع إليه.

وأما إن كانت مما تتبعه همة أوساط الناس، والمقصود بهم متوسطو الحال، أي من ليسوا بأغنياء لا يبالون بالكثير، ولا فقراء يبالون بالحقير، فلا بد من تعريفها سنة، ولا تملك إلا بعد تعريفها هذه المدة، وراجع الفتوى رقم: 229093.

فعليك أن تقيس ما تجده من أشياء بهذا المقياس، وتزنها بهذا الميزان، فما كانت قيمته كبيرة تتبعها همة أوساط الناس، فعرفه، وما لا، فلا، وليست هذه الأشياء الملتقطة ملكا لصاحب المدرسة، ولكنها ملك لواجدها إن كانت يسيرة، فكونه مالكا للمدرسة، لا يقتضي دخول هذه الأشياء في ملكه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني