الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام النوم عن الصلاة

السؤال

نومي ثقيل وعندما أضع منبها لصلاة الظهر مثلا، فقد لا أستيقظ، فهل يجب علي وضع منبه لصلاة العصر؟ وكم يجب أن أضع من منبه للصلاة الواحدة حتى لا أكون مفرطا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وهي أول ما ينظر فيه من أعمال العبد، فمن حافظ عليها فاز ونجا، ومن ضيعها خاب وخسر، وقد ثبت الوعيد الشديد في حق تاركها، أو المتهاون بها، قال الله تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}.

وقال تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4ـ 5}.

ومن المحافظة على الصلاة أداؤها في وقتها، لقوله تعالى: فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {النساء:103}.

وبخصوص النوم عن الصلاة, فإنك إذا نمت بعد دخول وقت صلاة الظهر, أو العصر, أوغيرهما من الصلوات, وأنت تعلم أنك لن تستيقظ إلا بعد خروج الوقت, وترتب عليه فواتها, فإنك آثم, وإن كان نومك قبل دخول وقتها, فلا إثم عليك, ولو لم تستيقظ إلا بعد خروج وقتها, وقد فصلنا ذلك في الفتويين رقم: 231631، ورقم: 284536.

ويجب اتخاذ وسيلة توقظ الإنسان كوضع منبه أو أكثر إن استدعى الأمر, أو توكيل من يوقظه, أو النوم مبكرا مثلا، يقول الشيخ ابن عثيمين في فتاوى اللقاء الشهري: السؤال: فضيلة الشيخ! تفوتني صلاة الفجر كثيراً، ولا أصلي إلا بعد طلوع الشمس إذا أردت أن أذهب إلى دوامي، وهذا الأمر قد يتكرر مراراً، فهل علي شيء، وماذا أصنع لكي أحافظ على الصلاة في وقتها؟ الجواب: اصنع أموراً:

الأمر الأول: أن تنام مبكراً، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها، لأجل أن ينام الإنسان مبكراً حتى يستيقظ مبكراً.

ثانياً: أن يكون عندك نية عند النوم وعزم وتصميم على أنك سوف تقوم لصلاة الفجر، فحينئذٍ سوف يسهل عليك القيام.

ثالثاً: أن تستعمل منبهاً، ساعة تجعلها عند رأسك تنبهك، وإن خشيت أنها إذا صوتَتْ غمزتَها وسكتّها وبقيت نائماً أبعدْها عنك قليلاً، وكان بعض الناس من حرصه على الصلاة يجعل الساعة المنبهة في تنكة، ويبعدها عنه، من أجل أن يكون صوتها قوياً حتى يقوم، افعل هذا فلا مانع.

رابعاً: إذا لم يتيسر لك هذا فاجعل الهاتف عند رأسك إن كان عندك هاتف، وقل لأحد إخوانك: إذا أذن الفجر فاتصل بي المهم أن الإنسان يستطيع أن يفعل الأسباب التي يتوصل بها إلى الاستيقاظ حتى يؤدي صلاة الفجر في وقتها، ومن عود نفسه الكسل فإنه لن يزال على كسل. انتهى.

وفي فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: ثانيا: يجب على المسلم أن يفعل الأسباب إلي تعينه على الاستيقاظ من النوم مبكرا، ووضع المنبه أو الطلب، ممن يستيقظ مبكرا أن يوقظه لصلاة الصبح، ولا يعذر المسلم بنومه عن الصلاة دائما، ولا يصلي إلا عندما يطيب له القيام من النوم، لأن ذلك يعرضه للوعيد المذكور في قوله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {2} وقوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ{3} الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {4}. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني