الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من وسائل الابتعاد عن الزنا

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
لي صديق ملتزم لا يصلي إلا بالمسجد، محب للطاعة والصيام والقيام والأذكار وتلاوة القران، ومحبوب، ويريد الزواج بأسرع وقت حفاظا منه على دينه، ولكن والديه يرفضان طلبه بشدة، لأنه طالب عمره 23 سنة، مع العلم بأن والده مقتدر جدا جدا جدا.
حتى وقع بالزنا قبل شهر مع خادمة المنزل الجميلة، وهي تسكن بطابق بمفردها دون رقابة عليها ولا على هذا الشاب من قبل الأهل.
نفسيته محطمة جدا، ويشعر بكره شديد لوالده، أرجوكم عجلوا لنا بأمره، وماذا يفعل مع الخادمة؟ لأنها مازالت في البيت وتراوده؟ وماذا يفعل مع والديه؟
وجزاكم الله كل الخير وآسف على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهدي هذا الأخ، وأن يثبتنا وإياه على دينه حتى نلقاه، وأن يصرف عنا وعنه نزغات الشيطان. ولا شك أن ما أقدم عليه هذا الشاب يعد ذنبًا عظيمًا وإثما جسيمًا، ومع ذلك فالله غفور رحيم، يتوب على من تاب. قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[الزمر:53]. فعليه أن يتوب إلى الله من فعلته هذه، وعليه أن يقطع وسائلها وذرائعها، ومن ذلك: - إقناع والديك بالزواج بأي وسيلة، وليحاول أن يوسط لهما من له كلمة عليهما حتى يرضيا بذلك. - فإن كان عنده القدرة على الزواج بمفرده دون احتياج إلى الوالدين، فليتزوج ولو بدون رضاهما؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. - فإن لم يستطع فليكثر من الصوم والأعمال الصالحة، ويكثر من مجالسة الصالحين والبعد عما يثير الفتنة. - وعليه أن يسعى في إبعاد هذه الخادمة من البيت، فإن لم يستطع فليكن مسكنه في مكان بعيد عنها في مداخله ومخارجه، وليحذر غاية الحذر من الاختلاء بها أو النظر إليها، أو ما شابه ذلك من دواعي الفتنة. نسأل الله أن يعصمنا جميعًا من ذلك. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني