الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المضطر لأكل الحرام لا يتناوله الوعيد

السؤال

ما حكم أكل مال الحرام إذا وجد التشكيك فيه وهو مضطر للأكل من هذا المال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كان المقصود أن غالب الظن حرمة هذا المال، فإنه يحرم تناوله إلا في حالة الضرورة المحققة التي تبيح الميتة، بحيث يكون الشخص محتاجًا إليه لإنقاذ حياته، فيكون حينئذ من باب الضرورة لقوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[البقرة:173]. وراجع الفتوى رقم: 1981. ومن الملاحظ في الشرع الكريم الوعيد الشديد في تناول الحرام أكلاً وشربًا وغير ذلك. ومن الأمثلة ما يلي: - عدم استجابة الدعاء لما في صحيح مسلم : ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام، فأنَّى يستجاب لذلك. وأي شيء بقي لمن حرم استجابة الدعاء فانقطعت صلته بالمدد من الله. - كون النار أولى بآكله؛ ففي مسند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من نبت لحمه من سحت، النار أولى به. وبالمقابل رغب الشرع الكريم في اكتساب المال من طرق مشروعة وخاصة إذا كان بسبب العمل باليد؛ ففي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني