الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ

السؤال

والدي يعمل في بنك مصرالإسلامي منذ أكثر من عشرين عاماً هل هذا العمل حرام أم حلال؟ وإذا كان حراماً فماذا يفعل هل يترك العمل أم ماذا يفعل؟ مع العلم بأنه عمره 53 سنة وعنده سبعة أولاد أعمارهم ما بين23 سنة و 13 سنة مع الأخذ في الاعتبار الأحوال الاقتصادية السيئة التي تعيش فيها مصر وعدم وجود فرص عمل للشباب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن العمل في البنوك الربوية لا يجوز لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، والإعانة على انتشار الربا المحرم. قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[المائدة:2]. وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[البقرة: 278]. وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه. وقال:هم سواء. أخرجه مسلم عن جابر رضي الله عنه. وبناء على هذا وغيره من الأدلة القاطعة بحرمة الربا والإعانة عليه، فإنه لم يكن يجوز لوالدك ابتداءً أن يعمل في بنك ربوي، أما وقد حصل منه ذلك، فإنه يجب عليه ترك هذا العمل فورًا، مع التوبة إلى الله تعالى، والندم على ما حصل منه، ويجب عليه أن يتخلص من المال الذي تبقى معه من الأجرة التي كان يحصل عليها في الزمن الماضي في سبل الخير. وننبه هنا إلى أن الله تعالى لم يبح لأحد ارتكاب المحرمات، إلا إذا دعت ضرورة لذلك، قال عز وجل: تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام:119]، وقال تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ[البقرة: 173]. ولمعرفة حدِّ الضرورة راجعي الفتوى رقم: 6501. وللفائدة راجعي الفتاوى التالية: 8227، 1009، 11095. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني