الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل مع أشخاص يرتكبون المعاصي

السؤال

ما حكم العمل مع أشخاص وأنا أعلم أنهم يرتكبون جميعا المعاصي، وكلما أنصحهم يسخرون مني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا كان العمل مع أصحاب المعاصي في معصية أو عمل محرم فإن ذلك لا يجوز. أما إذا كان العمل معهم في الأعمال المباحة ومعصيتهم خارجة عن العمل فلا مانع من العمل معهم في هذه الحالة، لكن الواجب على المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لهؤلاء الناس، فإن الدين النصيحة. فإذا بذل ما في وسعه لهدايتهم واستقامتهم ولم يستجيبوا له فإنه لا يضره بعد ذلك ما فعلوا، ولكن يجب أن يتجنب الجلوس معهم ومؤانستهم في أوقات ارتكابهم للمعاصي. وعلى هذا فإذا بذلت لهم ما في وسعك لصلاح أمرهم ولم يستجيبوا، فإن الله تعالى يقول: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ[القصص:56]، ويقول تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[المائدة:105]. وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة والتفصيل في الفتوى رقم: 9743. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني