الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قيام الساعة أمر سماوي لا صنع للبشر فيه

السؤال

سمعت أخبارا هذه الأيام عن كوكب سيصطدم بالأرض الشهر القادم وستكون نهاية العالم، ولم أصدق ذلك، لأنني مؤمن بأن نهاية العالم لن تأتي إلا عندما تقع علامات الساعة كلها، فهل الذي يصدق هذه الأخبار كافر؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمجرد قبول مثل هذه الأخبار ـ ولا سيما على سبيل الاحتمال لا القطع ـ ليس بكفر، لأنه لا يستلزم تكذيب شيء من نصوص الوحي! لأن من يصدق ذلك قد يعتقد أن هذا الحدث هو ما سيترتب عليه وجود علامات الساعة الكبرى وابتداء تغير معالم الأرض! وهذا وإن كان لا يدل عليه دليل شرعي، إلا إنه لا يبلغ بصاحبه درجة الكفر، وبحسبه أن يوصف بالخطأ أو الإساءة أو الخرافة ونحو ذلك، لأن ظواهر النصوص تدل على خلاف ذلك.

قال الشيخ التويجري في إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة: خراب الدنيا بأسرها وقيام الساعة لا يكون على أيدي بني آدم، بتفجير القنابل القوية المفعول، كما قد توهمه الغماري، وكما يظنه كثير من أهل زماننا ممن قلَّ نصيبهم من العلم النافع، وإنما يكون ذلك بالنفخ في الصور، كما أخبر الله تعالى بذلك في آيات كثيرة من القرآن وأخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة، وقد ذكرت الآيات والأحاديث في ذلك في أول الباب، ومنها يعلم أن خراب الدنيا وقيام الساعة إنما يكون بالنفخ في الصور، وهو أمر سماوي لا صنع للبشر فيه، ويعلم أيضا بطلان ما يتخرصه المتخرصون أن خراب الدنيا وقيام الساعة يكون بفعل بني آدم، أو بتصادم بعض الكواكب. اهـ.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 111418.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني