الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فوائد وثمار الإيمان بالقضاء والقدر

السؤال

ما هي فوائد الإيمان بالقضاء والقدر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن فوائد الإيمان بالقضاء والقدر: تمام إيمان العبد، ووجود طعم حقيقة هذا الإيمان؛ فقد روى أبو داود في سننه "أن عُبَادَة بْن الصَّامِتِ، قَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا، فَلَيْسَ مِنِّي» صححه الألباني.
ومن فوائده سكون النفس، واطمئنان القلب؛ فإذا علم العبد أن ما أصابه من خير أو شر أمر مقدر من لدن حكيم خبير، لا يقع السفه في أفعاله وتقديره؛ اطمأنت نفسه، وهدأ باله، وعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
ومن فوائده: الاستقامة على منهج الله تعالى؛ لأن الإيمان بالقدر يجعل الإنسان يمضي في حياته على منهج سواء، لا تبطره النعمة، ولا تُيئسه المصيبة؛ فهو يعلم أن كل ما أصابه من نعم وحسنات هو من الله تعالى، لا بذكائه وحسن تدبيره، كما قال تعالى وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ {النحل:53}.
وهذه العقيدة هي التي سكبت في قلوب السلف الصالح والمؤمنين بها السكينة، وأفاضت على نفوسهم الطمأنينة، وربتهم على العزة والكرامة، فاشتغلوا بما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وانطلقوا لتبليغ دين الله تعالى للبشرية.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني