الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث: "الحسن مني، والحسين من علي"

السؤال

"الحسنُ مِنِّي، والحُسَينُ من عليٍّ".
الراوي: المقدام بن معد يكرب الكندي، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة الجزء أو الصفحة:811، حكم المحدث: إسناده حسن، رجاله ثقات.
ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الحسن مني، والحسين من علي"؟ وهل في ذلك مزية للحسن على الحسين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أن ذلك مزية للحسن على الحسين -رضي الله عنهما جميعًا- ويدل على ذلك سياق الحديث، فعن خالد بن معدان قال: وفد المقدام بن معدي كرب، وعمرو بن الأسود إلى معاوية، فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجع المقدام، فقال له معاوية: أتراها مصيبة؟ فقال: ولم لا أراها مصيبة، وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره، وقال: هذا مني، وحسين من علي. رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي.

وأما معناه، فقال المناوي في فيض القدير: قال الديلمي: معناه أن الحسن يشبهني، والحسين يشبه عليًّا. اهـ.

وكان الغالب على الحسن الحلم، والإنابة، وعلى الحسين الجراءة، وشدة البأس، كعلي، فالشبه معنوي، وقيل: صوري. اهـ.

وذكر نحو ذلك الصنعاني في التنوير، والعَزِيزي في السراج المنير، والعظيم آبادي في عون المعبود.

على أن إسناد الحديث فيه كلام، فقد قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: فيه نكارة لفظًا، ومعنى. اهـ.

وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود: في إسناده: بقية بن الوليد، وفيه مقال. اهـ.

وضعفه الأرنؤوط في تحقيق مسند أحمد.

وقواه غيرهم؛ فقال المناوي: قال الحافظ العراقي: وسنده جيد. وقال غيره: فيه بقية صدوق، لكن له مناكير وغرائب وعجائب. اهـ.

والحديث حسنه الألباني.

ومما يدل على أن الحسن -رضي الله عنه- كان أقرب شبهًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، منه لعلي -رضي الله عنه- ما رواه عقبة بن الحارث، قال: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وَحَمَلَ الحَسَنَ، وَهُوَ يَقُولُ: «بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ، لَيْسَ شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ» وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ. رواه البخاري.

وعن أنس قال: لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي. رواه البخاري أيضًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني