الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

إلى الشيخ الفاضل حفظك الله: عندي صديقة ظلمت نفسها، وكانت متزوجه وقارفت الزنا مرارًا، وقد شجعتها على التوبة ويعلم الله ما هي عليه من صدقٍ في التوبة وندم وعمل للصالحات. وعندي سؤال: هل التوبة النصوح تسقط العقوبة من الله؟ وهل لزوجها حقوق يجب أن يأخذها منها يوم القيامة؟ علماً أنها عرفت بعد طلاقها أنه كان يخونها أيضاً؟ وماذا عليها أن تعمل كي ترضي الله تعالى؟ وشاكرين لكم جهودكم وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالواجب على صديقتك أن تستتر بستر الله تعالى، ولا تخبر بما وقعت فيه من الزنا أحدًا قريبًا كان أم بعيدًا، لما ثبت من توجيه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. وقد سبق أن بيَّنَّاه في الفتوى رقم: 1095. ولتعلم أنها إذا صدقت في توبتها، فإن الله تعالى سيغفر لها ذنبها، بل قد يُبَدَّل سيئاتها حسنات. كما قال سبحانه في صفات عباد الرحمن: وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً[الفرقان:68 - 70]. وإن من حسن التوبة ومن علامة قبولها حسن الحال بعدها. كما هو مبين في الفتوى رقم: 5646 فكوني عونًا لصديقتك على الاستقامة والثبات على الحق، تنالي الأجر العظيم والثواب الجزيل من الرب الكريم. ولا شك أن هذه المرأة قد فرطت في حق من حقوق الزوج من حيث عدم حفظ فراشه، لكن يرجى أن لا يلحقها شيء من تبعات ذلك بعد أن تابت توبة نصوحاً. وكون زوجها كان يقترف الزنا فإن هذا أمر لا يعنيها، بل لا يجوز لها التلفظ بذلك، لئلا تقع في القذف إن لم تأت بالبينة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني