الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رضاع الشاب من امرأة أجنبية ليصير محرما لها ليقوم بخدمتها ورعايتها

السؤال

يا شيخ: أفتوني جزاكم الله خيرا.
عمري20 سنة، وأعرف امرأة في عمر 35 سنة، ما شاء الله ذات دين حقيقة، لم تمض مدة طويلة منذ عرفتها. لكنها متعلقة بي تعلقا شديدا، وأنا كذلك. تحسبني ولدها، وتناديني “يا روح أمك" لا أستطيع مفارقتها، ولا تستطيع مفارقتي.
هي مسكينة، كانت مريضة بسرطان الرحم، وشفيت منه، وذلك باستئصال الرحم، وأصبحت لا تستطيع الإنجاب، والآن المسكينة مريضة بسرطان البنكرياس في المرحلة الثانية، وهو مرض خطير جدا، ونسبة النجاة منه ضعيفة جدا، تصل إلى 0% حسب الإحصائيات.
أنا دائما بجانبها ولا أستطيع مفارقتها، وهي ليس لديها أبناء ذكور، عندها 3 بنات، تريدني أن أكون أخا لهن، وأصبح محرما لها ولبناتها، وأجلس بجانبها وأؤنسها، وأقف معها في كل شيء، وأكون محرما لها في العمرة. علما أن لها زوجا، لكن زوجها -هداه الله- مختلف معها تماما من الناحية الدينية.
هل أستطيع يا شيخ الأخذ بالقول المرجوح في إرضاع الكبير، علما أني لا آخذ بالأقوال المرجوحة دائما.
رجاء يا شيخ هل نستطيع الأخذ بهذا القول في هذه الحالة (علما أنني أسكن في تونس، وفي تونس توجد حرب على الدين، ولا يقبل المجتمع بمثل هذا) لكننا سنخفي هذا الأمر قدر الإمكان، ونجعله في إطار ضيق. أريد أن أصبح محرما لها، أدخل عليها وأحضنها. والله لا أستطيع فراقها، وهي لا تستطيع فراقي. أريد راحتي معها على الآخر، من الناحية الشرعية.
يا شيخ بربي أفتوني في أقرب وقت في حالتي.
والله يا شيخ أريد إيجاد حل في أقرب وقت؛ كي أصبح محرما لها، والله إني مشتت الذهن.
رجاء هل أستطيع؟ علما أنه لا يوجد إلا هذا الحل؛ لأني قد خطبت فتاة بالكلمة، ولا أستطيع الزواج بابنتها.
هل نستطيع تطبيق إرضاع الكبير في هذه الحالة خصيصا، وهكذا أصبح محرما لها؟
بارك الله فيكم، لا تحيلوني على فتوى أخرى؛ لأني قرأتها، ولم أعرف الحل في فتوى كهذه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالراجح من كلام أهل العلم أن رضاع الكبير لا يحرم، وهو قول الجمهور، وهو الذي نفتي به، ويمكنك أن تراجع الفتوى رقم: 3901. وهنالك من أجازه عند الحاجة كشيخ الإسلام ابن تيمية، ولكن لا نرى أن فيما ذكرته من تعلق قلبها بك، أو تعلق قلبك بها حاجة للمصير لهذا القول، بل لو قيل بأن ذلك مما يؤكد وجوب اجتنابك لذلك، وابتعادك عنها، لم يكن بعيدا، فكلاكما في سن الشباب، وربما وجد نوع من الإعجاب، يمكن أن يستغله الشيطان للإيقاع في الفتنة.

وإن كنت تريد مساعدتها، فيمكنك أن تعقد على واحدة من بناتها، وبذلك تكون محرما لها، وإن لم تكن لديك رغبة في الزواج منهن، فاجتهد في البحث لهن عن أزواج يمكن أن يكونوا عونا لهن ولأمهن.

والخلاصة أنا لا نرى جواز رضاعك من هذه المرأة، ولا الترخص للدخول عليها والاحتكاك بها، للأسباب التي ذكرت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني