الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الماء المتبقي على الذكر بعد غسل المذي

السؤال

أرجوكم أجيبوني، ولا تهملوا سؤالي؛ فقد تعبت جدا.
عندما أستنجي بعد خروج المذي مثلا، أستخدم رشاشا للماء وأرش الذكر به، ولكن بعدها أجد ماء على طول فتحة الذكر، مما يعني أن هناك ماء دخل إلى داخل الفتحة، وأنا أعلم أن الماء الداخل إلى الفتحة يكون نجسا، فأكرر غسل الذكر، ومن جديد أجد الماء، وحتى عندما أمسحه بمنديل مبلل أجد ماء، فأرهقني هذا الموضوع كثيرا، وبدأ يؤخرني عن الصلاة كثيرا، وتعبت جدا، حتى إني في بعض المرات استغرقت ٢٥ دقيقة فقط لمحاولة إزالة الماء هذا.
فهل يعتبر هذا الماء نجسا (على اعتبار أني غير متعمد لإدخاله إلى داخل الفتحة) وإذا كان نجسا. فهل يجوز إزالته بمنديل جاف (غير مبلل) لأني لاحظت أني عند استخدام منديل جاف لا أجد أي ماء خارج من الفتحة بعدها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تبين لنا من خلال أسئلة سابقة، أن لديك بعض الوساوس، نسأل الله تعالى أن يشفيك منها, وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك من أنفع علاج لها، وراجع للفائدة، الفتوى رقم: 3086.

ثم إن ما تجده من الماء المتبقي على العضو بعد الاستنجاء، إن كان غير متغير، فهو طاهر؛ لأنه منفصل عن النجاسة بعد إزالتها، ولا يظهر كون هذا الماء خارجا من الذكر، وإنما الظاهر أنه الماء المتبقي على الذكر بعد غسل المذي, وهو طاهر؛ كما ذكرنا، وانظر الفتوى رقم: 170699.

هذا إضافة إلى أنك تشك في نجاسة الماء الموجود على فتحة الذكر, وفي هذه الحالة يعتبر طاهرا استصحابا للأصل وهو عدم النجاسة، وانظر الفتوى رقم: 267361.

أما تكرارغسل فتحة الذكر مع المسح بمنديل, فهذا لا يلزمك, وغير مشروع, بل هو من تأثير الوساوس التي تعتريك، فجاهد نفسك على ألا تعود إلى مثل هذه الأمور, وأكثر من الدعاء, والالتجاء إلى الله تعالى, والاستعاذة به من كيد الشيطان, فإنه يوسوس لك ليجلب الحزن, والحرج إلى قلبك, وليؤخرك عن الصلاة، فيَحرِمك من كامل ثوابها.

نسأل الله تعالى لك العافية, والتوفيق.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني