الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المقصود بالفلاح في قوله تعالى: "وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"

السؤال

قول الحق: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ... وأولئك هم المفلحون" هل وصف هذه الفئة من الناس بـ (المفلحون) ينطبق عليهم في الدنيا أم في الآخرة؟ أي: هل هم مفلحون في الدنيا أم في الآخرة؟ أيْ: يجب على من يدعو إلى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أن يكون مفلحًا، أم هو تصنيف أخروي لهم. أرجو الرد، وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد وصف الله الداعين إلى الخير الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر بالفلاح، بل حصر الفلاح فيهم بقوله: وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {آل عمران:104}، فإن الإتيان بضمير الفصل يفيد الحصر، ومن هنا قال الزمخشري عند هذه الآية: وأولئك هم المفلحون هم الأخصاء بالفلاح دون غيرهم. انتهى.

وهذا الفلاح الذي وعدوا بالفوز به دنيوي، وأخروي. قال القاسمي -رحمه الله-: وَأُولئِكَ الداعون الآمرون الناهون هُمُ الْمُفْلِحُونَ الفائزون بأجور أعمالهم وأعمال من تبعهم. قال بعضهم: الفلاح هو الظفر وإدراك البغية. فالدنيويّ هو إدراك السعادة التي تطيب بها الحياة، والأخرويّ أربعة أشياء: بقاء بلا فناء، وعز بلا ذل، وغنى بلا فقر، وعلم بلا جهل. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني