الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قصة إشارة الحباب بن المنذر في غزوة بدر في الميزان

السؤال

أود أن أستفسر عن صحة قصة مشورة الحباب بن المنذر على النبي (صلى الله عليه وسلم) تغيير مكان نزول المسلمين في غزوة بدر. هل وردت من طرق صحيحة أم أنها قصة غير ثابتة؟
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذه القصة لا تثبت وفق طريقة نقد المحدثين للأحاديث النبوية. قال الألباني في السلسلة الضعيفة: ضعيف على شهرته في كتب المغازي .اهـ. وقال في تخريج فقه السيرة: رواه ابن هشام: 2/ 66، عن ابن إسحاق، قال: فحدثت عن رجال من بني سلمة؛ أنّهم ذكروا أنّ الحباب ... وهذا سند ضعيف، لجهالة الواسطة بين ابن إسحاق والرجال من بني سلمة. وقد وصله الحاكم: 3/ 426، 427، من حديث الحباب، وفي سنده من لم أعرفه، وقال الذهبي في (التلخيص) : «قلت: حديث منكر وسنده» كذا الأصل، ولعلّه سقط منه «واه» أو نحوه؛ ورواه الأموي من حديث ابن عباس كما في البداية: 3/ 267، وفيه الكلبي وهو كذّاب .اهـ.

وقال الدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه السيرة النبوية الصحيحة: محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية : وقد ورد بسند حسن إلى عروة لكنه مرسل أن الحباب بن المنذر أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بأن يترك مياه بدر خلفه لئلا يستفيد منها المشركون، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل مشورته . ورغم ضعف هذه الرواية من جهة الإرسال، فإن مبدأ الشورى ثابت بنصوص القرآن الكريم وأحداث السيرة المطهرة. فكثيراً ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه فيما لا وحي فيه، من الكتاب والسنة تعويداً لهم على التفكير بالمشاكل العامة، وحرصا على تربيتهم على الشعور بالمسئولية، ورغبة في تطبيق الأمر الإلهي بالشورى، وتعويد الأمة على ممارستها. اهـ.

وراجعي للفائدة حول الضعيف في كتب السير الفتوى رقم: 356872.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني