الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى: إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة...

السؤال

حديث: "يا ابن حوالة إذا رأيت ... قد نزلت أرض المقدسة"
هل يصح؟ وهل يلزم منه أن تقوم خلافة في آخر الزمان، قبل أن يسيطر على القدس؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكر لك تواصلك معنا، وننصحك بأن تصرف همتك إلى السؤال عن أصول الإيمان وأعمال القلوب، والعبادات ونحوها من العلوم التي يحتاجها كل مسلم في أمر دينه، وأما القضايا التي ليس لها ثمرة عملية كبيرة -كأحاديث الملاحم ونحوها- فلا يحسن أن تولى كبير اهتمام، لا سيما لغير المتخصصين في العلم الشرعي، أو من كان مبتدئا في طلبه، وراجع الفتوى رقم: 200003، والفتوى رقم: 253042.

وأما الحديث الذي سألت عنه: فقد أخرجه أبو داود في سننه، قال: حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا معاوية بن صالح، حدثني ضمرة أن ابن زغب الإيادي حدثه، قال: نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي، فقال لي: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا، فرجعنا، فلم نغنم شيئا، وعرف الجهد في وجوهنا، فقام فينا، فقال: اللهم لا تكلهم إلي، فأضعف عنهم، ولا تكلهم إلى أنفسهم، فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس، فيستأثروا عليهم، ثم وضع يده على رأسي -أو قال: على هامتي- ثم قال: يا ابن حوالة؛ إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة، فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك. قال الحاكم في المستدرك: صحيح الإسناد، وصححه الألباني، بينما ضعفه شعيب الأرنؤوط.

وقد ذهب الخطابي إلى أن المقصود بالحديث خلافة بني أمية، قال: وإنما أنذر به صلى الله عليه وسلم أيام بني أمية، وما حدث من الفتن في زمانهم.اهـ. من معالم السنن. والمقصود بالأرض المقدسة على هذا القول هو الشام.

بينما ذهب بعضهم إلى أن المقصود بالحديث خلافة المهدي، وأن المراد بالأرض المقدسة بيت المقدس.

قال حمود التويجري في كتابه إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة: وفي هذا الحديث الصحيح إشارة إلى ما جاء في حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- أن المهدي ينزل بيت المقدس .اهـ.

ولفظ حديث أبي سعيد: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج رجل من أمتي يقول بسنتي، ينزل الله -عز وجل- له القطر من السماء، وينبت الله له الأرض من بركتها، تملأ الأرض منه قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، يعمل على هذه الأمة سبع سنين وينزل بيت المقدس. قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه من لم أعرفهم.اهـ.

وأما سؤالك: (وهل يلزم منه أن تقوم خلافة في آخر الزمان قبل أن يسيطر على القدس): فلا يظهر في الحديث دلالة على هذا الأمر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني