الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشقة الغسل لا تبيح ترك الصلاة

السؤال

أخي الكريم، سأباشر بالموضوع، وهو أن أمي ترتكب كبيرة من الكبائر وهي أنها لا تصلي، ومع أني أعظها دائماً، وأنصحها، وأحاول ترغيبها وترهيبها، لكن للأسف تتأثر قليلاً ثم..، ولا تتركها جحوداً ولا تكاسلاً، وإنما بسبب الاغتسال، وذلك لأنها كبيرة في السن، والاغتسال شاق عليها. فعندما تكون أمي مغتسلة ومتطهرة، فدائماً ما يجامعها أبي، وأمي -كما قلت- الاغتسال شاق عليها، تغتسل مرة كل أسبوع أو أسبوعين، وقد يصل الأمر إلى شهر. وخلال هذه الفترة تترك الصلاة، مع العلم أنها عندما تكون مغتسلة، تلتزم التزاما تاما وكاملا، وأحياناً تصلي بالليل، لكن كما قلت عند الجنابة تترك الصلاة.
فما هي رؤيتكم للأمر؟ أعلم أنها مخطئة، وهي أيضا تعلم ذلك، لكن نسأل الله الهداية لها وللجميع. وللعلم أيضا كنا قد تحدثنا مع أبي سابقاً بخصوص هذا الموضوع، لكن كما تعلمون فهي حلال له، وغريزته تحثه على ذلك؛ لذلك أحيانا لا يستطيع منع نفسه. بارك الله فيكم.
وأخيرا أريد أن أسأل عن موضوع آخر وهو: أن أمي عندما تكون متطهرة، عادة ما تؤخر الصلاة إلى ما قبل الأذان ب 10 دقائق أو نحوها، ومع أني نصحتها بالتبكير، مستدلاً بقول الرسول صلى الله عليه، وآله وسلم: لا يزال قوم يتأخرون، حتى يؤخرهم الله. لكن دون فائدة.
بارك الله بكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أن أمك ترتكب كبيرة من أعظم الكبائر، وموبقة من أكبر الموبقات، نسأل الله لها الهداية، وانظر لبيان خطر ترك الصلاة عمدا، الفتوى رقم: 130853.

فعليك بالاستمرار في مناصحتها ودعوتها إلى الله، وبين لها أن الغسل وإن كان شاقا عليها، فإنه شرع الله وفريضته التي افترضها على عباده، فعليها أن تؤدي ما عليها من الواجب ما دامت تقدر عليه وإن شق عليها؛ فإن طاعة الله ورسوله خير.

ويجوز لأبيك إتيانها متى شاء، وليس لها أن تمنع نفسها منه، إلا إن كانت تتضرر بذلك، وأما كون الغسل يشق عليها، فليس هذا عذرا يبيح لها الامتناع منه، كما لا يبيح لها ترك الصلاة، ولا العدول إلى التيمم ما دامت تقدر على الاغتسال كما هو واضح. فعليها أن تتقي الله تعالى، وتفعل ما أمر وتترك ما نهى عنه؛ فإنه ليس أنفع للعبد في دنياه ولا أخراه من طاعة الله تعالى.

وأما تأخيرها الصلاة إلى آخر الوقت، فذلك جائز، ولا إثم فيه، وإن كان خلاف الأولى، وانظر الفتوى رقم: 136972.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني