الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نقل الأب الكبير إلى الطابق العلوي وحيدا مع توفير ما يحتاجه

السؤال

أنا شاب متزوج، وأنا أكبر إخوتي، ولدي أخت متزوجة، وتسكن بعيدًا عني، وأخي شاب مستهتر، لا يتحمل حتى مسؤولية نفسه، وأبي يعيش معي، وزوجتي لا تريد أن يعيش معنا؛ لأنه لا يحترم خصوصياتنا، ولا ينفع معه أي كلام، رغم أنه ضعيف، ويحتاج إلى من يغير له ملابسه، ويصنع له أكله، ولا يوجد له أحد غيري، فلو قمت بنقلة إلى الطابق العلوي ليعيش فيه وحيدًا، وسنقدم له مأكله ومشربه، مع العلم أنه رجل الآن في الثمانين من عمره، فهل يجوز عزله، أم سيعتبر ذلك عقوقًا؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن حق زوجتك أن تكون في مسكن مستقل بها، ينتفي عنها فيه الحرج، ولا يلزمها الرضا بوجود أبيك معهم في البيت، وراجع الفتوى رقم: 66191.

ونقلك أباك إلى الطابق العلوي، إن لم يترتب عليه الضيعة، أو شيء من الأذى، فلا حرج فيه، ولا يترتب عليه الوقوع في شيء من العقوق.

وننصح أخاك بأن يتقي الله في أبيه، ويعمل على بره، فخدمتك لأبيك لا تتعين عليك دون سائر إخوتك، بل هي واجبة على الأولاد، كل بحسبه، كما سبق وأن أوضحنا في الفتوى رقم: 127286.

ونسأل الله تعالى أن يجزيك خيرًا على ما تقوم به من بره ورعايته، فذلك مما يعظم به الأجر، ولا سيما مع كبر سنه، قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء:23}، وروى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه». قيل: من يا رسول الله؟ قال: «من أدرك والديه عند الكبر: أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة».

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني