الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات علاج ظهور الريبة من الزوجة

السؤال

أبي يعامل زوجة أخي بشكل غير طبيعي، يتغزل بها، ويساعدها في أعمال البيت، ويخرج معها وحدهما للتسوق، ويلبي لها كل طلباتها، ويبقى معها في البيت طول اليوم، وأخي في العمل طول اليوم، ومع أن زوجها ليس في البيت، فهي تتزين وتتعطر، ولا ترتدي إلا الملابس الضيقة، ولا ترتدي الحجاب أبدا، وتتكلم معه في كل شيء، حتى في أمورها الزوجية الخاصة.
هل يعتبر هذا الوضع طبيعيا؟ هل يجوز البقاء معها وحدهما في البيت بهذه الظروف؟
مع العلم أنه يسكن مع أمي وإخوتي في محافظة أخرى، ولكن من يوم سكن أخي في منزل وحده، أصبح يذهب لبيته أسبوعا أو أسبوعين، ويرجع لبيت أخي من أجل عمله. لكن أخي مع الأسف شخص ضعيف الشخصية، ومهما رأى لا يتكلم، وهو يخاف من والدي كثيرا، وزوجته مسيطرة عليه سيطرة تامة بسبب مرضه، فهو مريض بالصرع.
المشكلة أنه ليس بيدي أي دليل، أبي ينادي زوجة أخي بحبيبتي، ويطعمها بيديه، ويطبخان سويا، ويخرجان سويا، ولا يرضى بأن يتعرض لها أي أحد حتى وإن كان أخي نفسه.
وهي إنسانة كذابة من الدرجة الأولى، لا تعرف معنى الصدق أبدا، ولا تخاف الله، تكذب وتفتن بيننا وبين أبينا وأخينا، ولا تصلي، ولا تتقي الله. وأبي رغم معرفته بها وبطبعها يساندها. وعندما حاولت أمي الكلام معه بهذا الموضوع، غضب وهدد بالزواج عليها من امرأة أخرى إن تكلمت بهذا الموضوع مرة أخرى، وهو دائما ينكر.
أشعر بأني محبطة، ولا أعرف ما علي فعله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ورد إلينا منك هذا السؤال بالرقم: ( 2694236 ) وأجبنا عنه في فتوى سابقة. وقد أضفت في هذا السؤال ما لم يوجد في سابقه، وهو ما يتعلق بضعف شخصية أخيك أمام زوجته وأمام أبيك، وكما ذكرنا في الفتوى المشار إليها أن ينبه أخوك إلى تصرفات زوجته مع أبيه، وأن يصرح له بذلك إن اقتضى الأمر؛ ليراقب الأمر ويتأكد بنفسه؛ فالتجسس على الزوجة عند ظهور ريبة جائز شرعا، وانظري فتوانا رقم: 30115.

وينبغي أن يذكر بالله، ويبين له أن هذا مما لا يجامل فيه أحد والدا أم غيره، وأن عليه أن يكون حازما مع أبيه ومع زوجته. وأنه إن لم تستقم الزوجة وتتوب إلى ربها، وخاصة فيما يتعلق بالتفريط في الصلاة، أن الأولى به أن يطلقها، ولا يبقى مثلها في عصمته؛ لأنها قد تدنس عرضه، وتدخل عليه من الولد من ليس منه.

قال ابن قدامة في المغني -وهو يبين أحكام الطلاق التكليفية- : والرابع: مندوب إليه، وهو عند تفريط المرأة في حقوق الله الواجبة عليها، مثل: الصلاة ونحوها، ولا يمكنه إجبارها عليها، أو تكون له امرأة غير عفيفة... اهـ.

ومن الغريب أن يقوم أبوك بتهديد أمك بالزواج من أخرى لمجرد كونها قد أمرته بالمعروف، ونهته عن المنكر، وهي قد أحسنت إليه وأرادت له الخير والصلاح. وإذا كانت هذه التصرفات ثابتة عنه، فلا ينفعه إنكاره لذلك.

نسأل الله تعالى لهما الهداية إلى الصراط المستقيم، وأن يرزقهما الرشد والصواب. ونسأله أن يجزيك خيرا، ويجزل لك المثوبة بغيرتك على الدين والعرض، وهذا من شأن المؤمنين والمؤمنات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني