الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم خلوة رجل بامرأتين ثقتين

السؤال

أنا فتاة في الصف 3 ثانوي. أدرس في منزل صديقتي دروسا خصوصية. الأستاذ شاب في بداية مشواره، يأتي لمنزلها ليدرسنا، بوجود أهلها طبعا، لكن ليس في الغرفة التي ندرس فيها.
قرأت مؤخرا عن الخلوة، لكن فيهم من رأى أنه لا ضير إذا كانت أكثر من امرأة. علما أننا متحجبتان، لكن لا نغطي وجهينا وأيدينا مثلكم. فلا وجود للنقاب عندنا أصلا إلا نادرا جدا، ومن المستحيل أن تتنقب فتاة بمثل عمرنا في مجتمعنا (حتى المنقبات منهن هن العجائز فقط. والاختلاط شيء عادي جدا، حتى في مراحلنا الدراسية كلها، وليس مقتصرا على الجامعة فقط. أتمنى لو كنت أسكن في السعودية).
أستاذنا محترم جدا، ولا نخضع معه في القول أبدا.
ستقولون: لو درستكم أستاذة. لكن لم نجد أستاذة رياضيات تدرس دروسا خصوصية، عند بحثنا. وحتى إن وجدت، فلم نسمع عن كفاءة إحداهن.
ما العمل؟ وما حكم ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك في أنه مهما أمكن أن تقوم بهذه المهمة امرأة، فذلك أولى، وآمن للفتنة، وأبعد عن الشبهة. وإن لم توجد، وكنتما في حاجة لهذه الدراسة. فلا حرج في أن يقوم بها هذا الشاب، إذا أمنت الفتنة، فقد ذكر الفقهاء أن الخلوة تنتفي بوجود امرأتين ثقتين.

جاء في حاشية ابن عابدين الحنفي: والذي تحصل من هذا، أن الخلوة المحرمة تنتفي بالحائل، وبوجود محرم، أو امرأة ثقة، قادرة. اهـ.

وفي حاشية الجمل في الفقه الشافعي: يجوز خلوة رجل بامرأتين ثقتين، يحتشمهما، وهو المعتمد. اهـ.

هذا بالإضافة إلى أن الرجل والمرأة إذا كانا في مكان يمكن أن يدخل عليهما فيه أحد، لم تكن خلوة محرمة، وهذا كله حيث أمنت الفتنة.

وللمزيد في ضابط الخلوة المحرمة، راجعي الفتوى رقم: 99790، والفتوى رقم:175417.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني