الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زنا بامرأة متزوجة وتريد الانتحار إن ترك الزنا بها

السؤال

رجل زنا بامرأة متزوجة، وهي في حالة صعبة تريد الانتحار في حالة تركها.
فهل الاستمرار في الزنا أهون، أم تحريضها على ترك زوجها، والزواج منها بشرع الله أهون، رغم أن التخبيب أيضا من الكبائر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجب على كل منهما أن يتوب إلى الله عز وجل، فالزنا جرم عظيم، وكبيرة من كبائر الإثم، وهو أشد وأعظم بحصوله من متزوجة، أو مع متزوجة؛ لما في ذلك من انتهاك عرض الزوج، وراجع الفتوى رقم: 26237.

ولا يجوز له الاستمرار معها على الزنا بحال من الأحوال، فالفقهاء نصوا على أن القتل -وليس التهديد به- لا يبيح الإقدام على الزنا من متزوجة، بينما يبيح الإقدام على النطق بكلمة الكفر.

يقول خليل في مختصره -وهو أحد الكتب المعتمدة في الفقه المالكي- عند كلامه على ما يبيحه الإكراه، وما لا يبيحه: لا قتل المسلم وقطعه، وأن يزني.

معناه أن قتل المسلم، أو قطع جارحة من جوارحه، أو الزنى بزوجته ولو طائعة، لا يسوغه شرعا الإكراه عليه بالقتل، فأحرى ما دونه. فإذا كان لا يسوغه للإنسان تفادي إزهاق روحه هو، فما بالك بروح غيره.

أما تحريضها على الطلاق للزواج منها، فإنه أيضا كبيرة، ومفسدة عظيمة، ولا يسوغ هو الآخر بحال.

فيجب عليه أن يفارقها فورا، ويبتعد عنها ولو أنها انتحرت، فقد جنت على نفسها، ولا يلحقه من ذلك إثم، ولا يجوز لها الانتحار. وإن فعلت، فقد تنتقل به إلى شقاء أعظم. وانظر الفتوى رقم: 10397

وللفائدة، تراجع الفتوى رقم: 3200.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني