الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البحث لمعرفة المتصل من غيره على وسائل التواصل هل يعتبر من التجسس؟

السؤال

ما حكم من يستخدم بعض برامج التواصل، ويفتش دوما مَن متصل ومن غير متصل، وهل هذا الأمر تجسس؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا شك أن البحث والتنقيب في أرقام الناس على مواقع التواصل لمعرفة من هو متصل أو غير متصل، لا شك أن هذا فيه تضييع للأوقات في غير فائدة، وأما هل هو داخل في التجسس، فإن التجسس كما عرفه العلماء: وَالتَّجَسُّسُ: التَّتَبُّعُ، وَمِنْهُ الْجَاسُوسُ، وَالْمُرَادُ تَتَبُّعُ عُيُوبِ النَّاسِ. كما قال ابن حجر الهيتمي في الزواجر.

وقال أبو هلال العسكري في معجم الفروق اللغوية : وقوله سبحانه: " ولا تجسسوا " فإن المنهي عنه البحث عن معائب الناس وأسرارهم التي لا يرضون بإفشائها، واطلاع الغير عليها. اهــ
وإذا كان التجسس تتبع العيوب والعورات والأسرار، فإن مواقع التواصل فيها إمكانية إخفاء الحالة بأن يجعل المرء نفسه في حالة " غير متصل " ومن أظهر حالته للناس بأنه متصل، ولم يختر حالة الإخفاء هذا يعني أنه لا يكره الاطلاع على حالته هل هو متصل أم لا، بل قد يكون إظهار حالته عن قصد حتى يتمكن من الاتصال به من أراد ذلك. فلا يظهر لنا أن ذلك البحث داخل في التجسس المنهي عنه، ومع ذلك فالأحوط للمسلم أن لا يشتغل بالبحث عن حالة الناس ما دام أنه لا يريد الاتصال بهم، فننصح إخواننا المسلمين بعدم تضييع الأوقات فيما لا فائدة منه.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني