الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رؤية مقاطع تعليمية قد تظهر فيها صور نساء

السؤال

أتابع العديد من القنوات الترفيهية، والعلمية على اليوتيوب، والتي يكون المشاركون فيها ذكورًا، وليس فيها إناث، وقد تظهر أحيانًا صورة فتاة، عندما يصورون ظاهرة علمية محددة، أو كأن تمر فتاة، والمصوّر يتكلم في الشارع، وعندما تظهر فتاة أنظر إلى وجهها الذي هو ليس من العورة، ثم أغض بصري تحسبًا من الشهوة، ولكن من الممكن أن يتكرر معي الأمر أكثر من مرة، مع العلم أني لا أعلم متى تظهر صورة فتاة، فهل ما أفعله يعتبر مدًّا للبصر؟ لأني أحاول أن أتابع ما هو مفيد، وبعيد عن المحرمات.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك - إن شاء الله - في النظر إلى هذه المقاطع، وقد أحسنت بالحرص على غض البصر عند ظهور صورة امرأة أجنبية، فنظر الفجأة مرخص فيه، فلا مؤاخذة على صاحبه، إلا إذا استرسل بعد ذلك، روى مسلم عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري. قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: ومعنى نظر الفجأة: أن يقع بصره على الأجنبية، من غير قصد، فلا إثم عليه في أول ذلك، ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال، فإن صرف في الحال، فلا إثم عليه، وإن استدام النظر، أثم؛ لهذا الحديث؛ فإنه صلى الله عليه وسلم أمره بأن يصرف بصره، مع قوله تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم. اهـ.

ومجرد تكرر ورود الصورة، لا يعتبر استدامة للنظر، إن لم تحصل استدامة للنظر، وأما مع صرف البصر عنها عند تكررها، فلا.

وإن أمكن أن يجد المسلم مقاطع، يتحقق بها هدفه، ويغلب على الظن أن تكون في مأمن عن ورود مثل هذه الصور، فهو أولى وأسلم.

وننبه إلى أن هنالك خلافًا بين أهل العلم في حكم النظر إلى وجه المرأة بغير شهوة، وقد أوردناه في الفتوى رقم: 308458. وسلوك سبيل الاحتياط هو الأفضل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني