الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية مناداة الكافر

السؤال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا للمنافق سيدنا فان يكن سيدكم فقد أسخطتم ربكم.
السؤال هو: كيف ينادى الكافر و خاصة إذا كان صاحب العمل، فقد أعتاد الناس أن يقولوا(مستر) بالإنجليزية أو(موسيو) بالفرنسية، فإذا كان لا يجوز مدحه و مخاطبته بهذه الألقاب فكيف ينادي، وخاصة إذا كان المسلم في بلاد الكفار، أفتونا مشكورين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن لفظ "السيد" يطلق ويراد به المالك، ويطلق أيضاً ويراد به زعيم القوم ورئيسهم، وإطلاق لفظ "السيد" على الشخص فيه خلاف بين أهل العلم، منهم من منع إطلاق هذا اللفظ على الشخص واحتجوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له بعض الناس أنت سيدنا قال: السيد الله، والحديث رواه أحمد وأبو داود والبخاري في الأدب المفرد. ومنهم من أجازه واستدل بعدة أدلة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: قوموا إلى سيدكم. يعني سعد بن معاذ، والحديث رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري. أما إطلاق لفظ السيد على الكافر فقد جاء الحديث صريحاً في النهي عنه، وذلك في ما رواه البخاري مرفوعاً في الأدب المفرد وأبو داود واللفظ له: لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يك سيداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل. قال في عون المعبود قوله: فقد أسخطتم ربكم عز وجل، أي أغضبتموه، لأنه يكون تعظيماً له وهو ممن لا يستحق التعظيم، فكيف إن لم يكن سيداً بأحد من المعاني فإنه يكون مع ذلك كذباً ونفاقاً. انتهى. بل إن بعض العلماء منع من إطلاق هذا اللفظ على الفسقة والمبتدعة، وقد بوب الإمام النووي في كتابه رياض الصالحين، فقال "باب النهي عن مخاطبة الفاسق والمبتدع ونحوهما بسيد ونحوه"، وساق فيه حديث بريدة المتقدم: لا تقولوا للمنافق سيد. الحديث. قال ابن علان رحمه الله: قوله "ونحوهما" من الظلمة وأعوانهم، وقوله "بسيد ونحوه" مما يدل على التعظيم. انتهى. وقال ابن القيم رحمه الله في أحكام أهل الذمة 3/1322 "فصلُُ: خطاب الكتابي بسيدي ومولاي": وأما أن يخاطب بسيدنا ومولانا ونحو ذلك فحرام قطعاً. انتهى. فبناءً على ما تقدم فإنه لا يجوز أن يقال للكافر يا سيد، ولكن إذا ترتب على ترك مخاطبته بذلك مفسدة أكبر، فلا حرج في تسميته بذلك إن شاء الله، ولهذا قال ابن علان رحمه الله: ومحل النهي ما لم يحس من تركه ضرراً على نفسه أو أهله أو ماله. انتهى. وأما قول السائل كيف ينادى الكافر؟ فالجواب: ينادى باسمه فيقال يا جون مثالاً أو يا بيتر ونحو ذلك، ولا بأس من مناداته بكنيته فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأسقف نجران أسلم يا أبا الحارث. وقال صلى الله عليه وسلم لما دخل على سعد بن عبادة ما ترى ما يقول أبو الحباب ؟ وأبو الحباب هو عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين، وقال عمر لنصراني أسلم يا أبا حسان، وقد ذهب إلى جواز تكنيتهم الإمام أحمد، وقال لطبيب نصراني يا أبا إسحاق والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني