الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريق الصحيح لاستخلاص الميراث المغصوب

السؤال

والدي متوفى، وكان عنده 4 إخوة، وكلهم ماتوا معه، وبقي واحد فقط، وهو الأخ الأكبر.
أنا وباقي أولاد عمي عندما نطلب منه ميراثنا يقول: ليس لكم ميراث، وللأسف لأنه هو الأخ الكبير من إخوته، كانت معه كل أوراق الميراث وكل شيء، لم يجد معه كلام، وكلمت أناسا كثيرين من أجل أن يتدخلوا في الموضوع، فلم يستجب. كلمت محاميا، فقال لي: أنت لا توجد عندك أية أوراق.
رفعت عليه قضية في المحكمة، لكنه يملك فلوسا، ومعه محام كبير، ويدفع كل فترة للتأجيل، لنا أكثر من 6 سنوات في هذا الموضوع.
ولا أعرف ماذا أفعل؟ أفكر في قتل عمي.
هل يجوز قتل عمي؟
أو ما هي الطريقة التي يمكن أن أصل بها لحقي، وحق باقي بنات عمي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان لك ميراث، أو لأولاد عمّك، وكان هذا العمّ مستبداً بالميراث، مانعاً للورثة الشرعيين من أخذ أنصبتهم، فهو ظالم معتد، وآكل أموالهم بالباطل.

والسبيل الصحيح لإرجاع الحق لأهله هو الرجوع للمحكمة، أمّا قتل عمّك، فهذا غير جائز بحال، فهو منكر من أعظم المنكرات، وظلم وعدوان أعظم من ظلمه وعدوانه، فالقتل بغير حق من أكبر الكبائر وأعظم الموبقات، قال تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا. [النساء : 93].
وفي صحيح البخاري عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يصب دما حراما.

قال المناوي في فيض القدير: قال ابن العربي: ثبت النهي عن قتل البهيمة بغير حق، والوعيد في ذلك، فكيف بقتل الآدمي؟ فكيف بالمسلم؟ اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني