الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التداوي بإنزيم مستخرج من الخنزير

السؤال

هل يمكن استخدام إنزيم يتم استخراجه من الخنزير، في عملية يتم من خلالها التخلص التام من الدم العالق بالأجهزة الطبية، وبعد ذلك يتم شطفه بالماء، والعديد من المنظفات والمطهرات، ويتم التخلص من كل أثر له. فهو يؤدى فقط عملية كيميائية محددة، ويتم التخلص منه فورا بعدها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالإنزيم كما في الموسوعة العربية العالمية هو: جزيّء بروتيني، يُسِّرع التفاعل الكيميائي في الكائنات الحية. اهـ.

والإنزيم المستخرج من الخنزير يعتبر نجسا كالخنزير. وأما استعماله في بعض الأجهزة الطبية على نحو ما ذكرت: فإن كان يوجد غيره من المواد الطاهرة، التي يمكن أن تقوم بتلك الوظيفة، فلا ينبغي استعمال ذلك الإنزيم. وإن لم يوجد غيره من الطاهرات التي تقوم مقامه، فلا نرى حرجا في استعماله؛ لما ذهب إليه جمع من الفقهاء من الترخيص في استعمال النجاسة للحاجة في غير بدن الإنسان.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن استعمال الخبائث: فَإِنَّهُ يُرَخَّصُ فِي اسْتِعْمَالِ ذَلِكَ فِيمَا يَنْفَصِلُ عَنْ بَدَنِ الْإِنْسَانِ، مَا لَا يُبَاحُ إذَا كَانَ مُتَّصِلًا بِهِ. كَمَا يُبَاحُ إطْفَاءُ الْحَرِيقِ بِالْخَمْرِ، وَإِطْعَامُ الْمَيْتَةِ لِلْبُزَاةِ وَالصُّقُورِ؛ وَإِلْبَاسُ الدَّابَّةِ الثَّوْبَ النَّجِسَ؛ وَكَذَلِكَ الِاسْتِصْبَاحُ بِالدُّهْنِ النَّجِسِ فِي أَشْهَرِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، وَهُوَ أَشْهَرُ الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَد. وَهَذَا لِأَنَّ اسْتِعْمَالَ الْخَبَائِثِ فِيهَا، يَجْرِي مَجْرَى الْإِتْلَافِ لَيْسَ فِيهِ ضَرَرٌ، وَكَذَلِكَ فِي الْأُمُورِ الْمُنْفَصِلَةِ. اهـ.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني