الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يبر المغترب والديه؟ وهل لا بد من تساوي عدد مكالماته لزوجته ومكالماته لوالديه؟

السؤال

كيف يبر الإنسان والديه، وهو في الغربة خارج البلاد؟ وهل لا بد من تساوي عدد المكالمات التي تحدث بينه وبين زوجته، وما يحدث بينه وبين والديه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيراً على حرصك على برّ والديك، فلا ريب في كونه من أفضل القربات، ومن أحب الأعمال إلى الله.

واعلم أنّ برّ الوالدين ليس له حد مقدر، أو وسيلة معينة في الشرع، ولكنه باب واسع من الإحسان إليهما، والحرص على نفعهما، وكف الأذى عنهما، جاء في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب: وَالْمَعْنَى الْجَامِعُ: إيصَالُ مَا أَمْكَنَ مِنْ الْخَيْرِ، وَدَفْعُ مَا أَمْكَنَ مِنْ الشَّرِّ، بِحَسَبِ الطَّاقَةِ. اهـ.

ولذلك؛ فإنّ وسائل البرّ ومراتبه، تختلف باختلاف الأحوال والأعراف، فالوالد القريب غير الوالد البعيد، والفقير غير الغني، والصحيح غير المريض، وهكذا.

وعليه؛ فبرّ والديك وأنت مغترب عنهما، يكون بكل ما يدخل السرور عليهما، ويدفع الأذى عنهما، ومن أمثلة ذلك: الاتصال بهما، وتفقد أحوالهما، وصلتهما بالمال، والهدايا، والحرص على مداومة الدعاء لهما.

ولا يشترط أن تسوي بين عدد مكالماتك لهما، وعدد مكالمات زوجتك، فقد يكونان في حاجة إلى المال أكثر من الحاجة إلى المكالمة، وقد تكون الزوجة بحاجة إلى المكالمة أكثر، فالعبرة بمراعاة حال الوالدين، والقيام بحقوقهما، وإدخال السرور عليهما، وراجع الفتوى رقم: 66308.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني