الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجاوزة الحد في العواطف حبًّا وبغضًا أمر مذموم

السؤال

لديّ سؤال شغل بالي كثيرًا، والحقيقة أنني شديد الحيرة في أمري، وهو يتعلق بموضوع الحب اللاإرادي.
الحقيقة أنني أتابع بتويتر شابًّا في نفس عمري، فلديه قناة مفيدة جدًّا على اليوتيوب، ويحاول من خلالها أن يتناول قضايا الشباب ويعالجها، ويحاول أيضًا جذب الشباب إلى الالتزام بديننا الحنيف، وكونه متعلمًا يدرس الطب، فإنه يحاول توعيتهم في مختلف مجالات الحياة بشكل عام، فجزاه الله كل خير على هذا الجهد الذي يبذله، وأتمنى لو كان جميع الشباب مثله.
الحقيقة أن أخلاقه وأسلوبه الرائع جذبني لمتابعة قناته، ومشكلتي تبدأ من أنه شاب وسيم، فقد رزقه الله جمال الأخلاق، وجمال الشكل، فبالإضافة إلى جميع صفاته الحسنة، جذبتني وسامته أيضًا؛ وبذلك أصبحت في خوف وقلق دائم، فهل هذا الإعجاب حرام؟ والمشكلة أنه ليست لديّ الجرأة لأن أسأل أحد معارفي؛ لأنهم ربما سيسخرون مني، أو أنهم لن يفهموا قصدي.
أرجوكم ساعدوني، فأنا حائر في أمري لدرجة القلق الدائم؛ لأنني -ولله الحمد- أهتم بديني، وأخاف الله، مع العلم لو أنه كان بنفس الوسامة وأخلاقه سيئة، فلن أعجب به؛ لأن الأولوية بالنسبة لي هي الأخلاق. وشكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمجرد إعجابك بوسامة هذا الرجل ليس محرمًا، ما دام هذا الإعجاب لا يؤدي إلى محرم، أو ينحرف عن الفطرة، والسلوك السوي.

والأصل أنّ محبتك له محبة في الله، وإعجابك به إعجاب بما هو عليه من الخير والصلاح، فاحرص على تحقيق ذلك، وانظر الفتوى رقم: 52433.

واعلم أنّ اندفاع العواطف حبًّا وبغضًا إذا جاوز الحد، فهو مذموم، وأنّ القصد والاعتدال في الأمور، محمود في الشرع، وهو من أسباب طمأنينة النفس، وانشراح الصدر، وراجع الفتوى رقم: 137978.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني