الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا كان بالخاطب عيب وجب عليه إخبار أهل المخطوبة به

السؤال

السلام عليكم....تحية طيبة وبعد
المشكلة ليست مشكلتي ولكن مشكلة أخي وأرجو الرد عليها بسرعة ان أمنك ذلك.
عمل أخي عملية في خصيته اليمنى وكان هناك ورم، فأستؤصلت الخصية والحمدالله الآن هو بخير ولكن بعد العملية لازم يعمل أشعة في المكان نفسه بحيث لا يؤثر عليه في المستقبل والحمد لله انتهى منه ولكن الأشعة تؤثر على الإنجاب، وهو غير متزوج ويريد الآن أن يتزوج في الحال وعمره 28 سنة والمشكلة في هل نقول للأهل أو البنت عن مشكلته أنه لا ينجب أم لا؟ إذا لم نتكلم فهو حرام نظلم البنت وإذا تكلمنا فسوف ترفض وتعرف هنا مجتمعنا بعد الرفض أو حتى لم يرفضوا سوف ينتشر الخبر في الديرة كلها. وهو يقول اذا قلنا لهم فلن أتزوج ...علما بأنه عمل تخزين للحيوانات المنوية وعمل عملية جراحية بحيث لا تؤثر على الخصية الثانية ومن ثم الأشعة وبعد تلك العملية ليرجع الخصية كما كانت، فالدكتور قال نحن نحاول بحيث لا نقطع الأمل والحمد لله هو بصحة جيدة. فأرجو الرد بسرعة فهو يريد أن يتزوج الآن.
وجزاكم الله خيراَ
e7teya6 hotmail.com

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فإن المؤمن تعتريه الأسقام والأوجاع وهي كفارة لذنوبه ورفعة لدرجاته في الآخرة إذا صبر ولم يجزع، كما قال صلى الله عليه وسلم : "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك إلاّ للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" [رواه مسلم]. وقال صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلاّ كفر الله بها من خطاياه ". [ رواه البخاري]. وقال تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) [الأنبياء: 35]. والزواج من نعم الله تعالى وآياته وهو سكن لكل من الزوجين وربط تعالى بينهما برباط المودة والرحمة، قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم: 21]. وقد أوجب الله تعالى النصيحة للمسلمين لا سيما فيما يتعلق بأمر الزواج، فقال صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة" [رواه مسلم]. ذلك أن الزواج مبناه على الود والسكينة، وحيث أن المرأة تشتاق إلى الأولاد كما يشتاق الرجل، فينبغي لأخيك أن يخبر من يتقدم لها بذلك الأمر إذا تيقن من عدم إنجابه حتى تكون على بينة من أمرها، ولأنه لو لم يخبرها بذلك وتم الزواج فلابد أن تتعرف على حاله مستقبلاً وقد يحدث الشقاق ويكون الفراق ومن ثم يتصدع البنيان ويكون الجرح جرحين للزوجة وللزوج، وقد ييسر الله تعالى لأخيك من ترضى به على هذه الحالة. ما دامت الأشعة لم يتأكد تأثيرها على الإنجاب، فننصحه بالالتجاء إلى الله والابتهال إليه بالدعاء ليذهب عنه هذا اليأس والأمور كلها بيد الله تعالى ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ثم يقوم بعد ذلك بعمل تحاليل أخرى. وعليك أن تبث فيه الثقة بالله والرضا بقضائه في جميع الأحوال، فالله تعالى يقول: ( لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير) .[الشورى: 49-50]. وهون عليه الأمر فكم ممن رزق بذرية كان شقاؤه بهم ، وما دام الأمل لم ينقطع ، فالرجاء في الله كبير، وليعلم المسلم أن الله إذا منع عبده شيئاً مما يحب ، ثم صبر واحتسب أن الله يعوضه خيراً مما منعه ، عاجلاً في الدنيا، أو آجلاً في الدار الآخرة، أحوج ما يكون إليه . والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني