الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم الأولاد بانتفاعهم من كسب والدهم المحرم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
سمعت من أحد الدعاة أنه عندما يأكل الأولاد مالا حراماً يجنيه أبوهم، فإنه يصبح داعيا لدخولهم لأمور الحرام، وأنه يؤثر في حياتهم، وسؤالي هو: ما ذنب هؤلاء الأبناء؟ أرجو إفادتي؟ وشكراً لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الأبناء إذا كانوا صغاراً أو كانوا كباراً عاجزين عن تحصيل المال الحلال، فإنهم يأخذون من مال أبيهم ولو كان حراماً، وحكمهم حكم المضطر إلى أكل الميتة ليدفع الأذى عن نفسه، فإذا أصبحوا قادرين على الاستغناء عن مال أبيهم الحرام، فإنه يحرم عليهم تناول الحرام لأنه عند حصول المال الحلال تزول ضرورتهم، والله تعالى إنما أذن في أكل المحرم حال الضرورة، كما قال الله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة:173]، فإذا زالت الضرورة عاد الأمر إلى المنع والتحريم، فيعلم مما تقدم أن الذنب يلحق الأبناء بتناولهم الحرام إذا قدروا على تحصيل الحلال وليس حال العجز والضرورة. وعلى ما تقدم.. فإنه في الصورة التي يكون فيها المال حراماً على الأولاد، فإنهم يحاسبون على ذلك وتمحق بركة ما أخذوه، وفي الحديث: إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به. رواه الترمذي وقال: حسن غريب... والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني